في سردنا عن قصص النبلِ والعطاء، والإحساس والكبرياء، وفي عالم الجمال السحري الذي ينطق بأبهى حروفهِ في وصفهِ غير المكتفي عن صفاتهِ التي لا تشبه أيّ ميزات، الخيل العربيّ الأصيل وجذور الأصالة التي تسمعها بدقات خطواتهِ ونظراتهِ المتشبعة بالفخر والغرور يحقّ لهُ ذلك. لأنِّ التاريخ والحاضر يشهد لهُ بندرة سلالتهِ، فالخيل العربيّ الأصيل هو من أقدم السلالات وأجودها لأنهُ يملك قدرة على الركض لمسافات بعيدة جداً وغير ذلك جمالها الذي لا تستطيع أن تبعد نظريك عنهُ. وعلينا أنّ نعزو جمال الشّعر ونجاح الكثير من القصائد إلى وصف الخيل، حيث ربط أغلب الشّعراء شعرهم بوصف الخيل، وكان يمثل للشاعر الرجل ذا الألفة والقوة والجلادة وحتى النبل، فهو رمز لما يتمسك بهِ الشاعر، وعلاقة وثيقة بينهم. وكانَ مهماً بالنسبة للعرب النسب الأصلي للخيل حيث النقاء والصفاء، لأنّ الوفاء من طبعهِ، فهو يبقى إلى جانب الفارس العربي لا يخذلهُ، ومن أشهر ما قيل في وصف الجواد العربي ما سُردَ في معلقة امرؤ القيس، حيث يقول: مكر مفر مقبلٍ مدبر معاً كجلمود صخرٍ حطهُ السيف من علِ ومما كُتبَ عن الفرس الأصيل بعض من أبيات عنترة بن شداد، بقوله: هلا سألتِ الخيل يا ابنة مالك إن كنتِ جاهلة بما لم تعملي إذْ لا أزال على رحالةِ سابحٍ نهدٌ تعاوَرُهُ الكماة مُكلم. وقد تفنن الشعراء في وصف الخيل لأهميتها حيث كان العرب يؤثرنها على أنفسهم إذ يقول الربعي: وقلت لقومي أكرموا الخيل إنني أرى الخيل قد ضمت إلينا الأقاصيا ثم إنهم يخافون على خيولهم من الحسد إذ يقول خفّاف بن ندبة: يُعقَدُ في الجيدِ عَلَيهِ الرُقى مِن خيفَةِ الأَنفُسِ وَالحاسِدِ وفي تاريخنا الحديث لفتت المملكة العربية السعودية العالم باهتمامها بالخيل العربي الأصيل بمشهد يشع بالحضارة والرقي مكمل لهويتنا وتاريخنا الذي شهد الخيل على أدق تفاصيلهِ من الحبِّ والحرب. هو الخيل ونبض الشعر.