تفسير الطبري لهذة الآية : ( وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ )والاقتصاص: أن يفعل به كما فعل. فمن جرح غيره عمدا اقتص من الجارح جرحا مثل جرحه للمجروح، حدا، وموضعا، وطولا، وعرضا وعمقا، وليعلم أن شرع من قبلنا شرع لنا، ما لم يرد شرعنا بخلافه. كثُرت النزاعات في وقتنا الحاضر ، والاختلافات بين شخصين أو أكثر وأحياناً الأسباب تافهة ولاتدعي للشجار بالأيدي أو حتى بالأسلحة البيضاء أو القتل، وان كانت موجودة هذه الظاهرة منذُ الأزل فقصة قابيل وقتله لأخيه هابيل وصلت الينا عبر التّاريخ ، وكان الحسد هو الدافع للقتل ، يجب أن ننشيء أجيالاً متزنة نفسياً وواعية بخطورة الاختلافات والحسد والنزاع من الطفولة فليس حمل السّلاح في كل وقت وفي سن مبكّر بطولة أو رجولة ، علموهم الرمي ولكن لا تعلموهم أن يأخذوا حقهم دائماً بالقتل أو الضرب ، علموهم ( فادفع بالتي هي أحسن ) علموهم أن في اسلامنا الحلم والحكمة والتريّث من صفات قدوتنا نبينا محمد عليه الصلاة والسّلام ، علمّوهم أن زهق روح بسبب الغضب ووسوسة شيطان قد تُزهق أرواحهم (فالعين بالعين والسن وبالسن والجروح قصاص). لن ينفع الندم والتحسّر حينما يُلقى بابنك او ابنتك الى السجن لتُهمة القتل متعمداً فشرع الله قاض ٍ فيه أو فيها باستثناء الاحكام التي يصدرها القضاء وتكون خاصّة . لابأس أن يتعلموا الرّماية ولكن تحت توجيهكم ومشورتكم حتى لا ينتُج عن هذا التعليم عواقب وخيمة قد تتحول الى هدر دماء ومشاكل لاتُحمد عقباها . مانراه اليوم في شبكات التواصل الاجتماعي من شباب حديثي السن محكوم عليهم بالقصاص مُتعب لقلوبنا ، وكاسر لأرواحنا ، ويجعلنا نخاف على فلذات أكبادنا من ردات الفعل المتهورة والتي تنتهي برصاصة قاتلة أحياناً. لابد أن نكون قدوة لهم في كبح جمام الغضب أمام كل خلاف مع أي انسان ، فالطفل يراك أكثر من أن يسمعك ، يقلد أفعالك ، فحاولوا أن لاتؤججوا في أنفسهم أن الرجولة والشجاعة هي أخذ الحق بالقتل والنزاعات بالايدي ، فهناك مراكز حكوميّة مهيأة لاستقبال أي شكوى أو خلاف أو بلاغ وهذا هو الحل الصحيح في أي اختلاف وخلاف بين شخصين أو أكثر ، فدولتنا كفلت جميع الحقوق والعدل لكل مظلوم أو مُتضرر وتُحارب دائماً مسك الأسلحة أو الادوات المحظورة دون تصريح أو في وضع لايتطّلب ذلك . حفظ الله أبناءنا ، وابناءكم من لحظات الغضب الشيطانية .