تسعى المؤسسات داخل المملكة العربية السعودية إلى تحقيق التميز والجودة فيما تقوم به من أعمال ومهام مكلفة بها، والمشاركة الفعالة في تحقيق أهداف وخطط المملكة المستقبلية، لذلك نرى أن التكامل المهني والوظيفي داخل كل مؤسسة يساهم في خلق بيئة عمل إيجابية قادرة على العطاء. لذا مساعدة الموظفين داخل مختلف القطاعات في التغلب على ضغوط العمل والروتين اليومي والتحديات يتطلب المزيد من الجهد والعمل الإداري من أجل الشعور بالراحة النفسية في العمل وبالتالي يصبح الموظف قادرًا على العطاء في عمله، نعلم أن كلًا منا يقضي قرابة نصف يومه في عمله، وهو ما يجعلنا أحيانًا نمر بعدة تحديات داخل العمل سواء كانت ضغوطات نفسية أو مهام يجب إنجازها في وقت قصير، وأحيانا يشعر الموظف بالتهميش مما يخلق نوعًا من الإحباط والشعور بالعجز وعدم القدرة على النجاح في هذه المؤسسة، وهذا بدوره يؤدي إلى ما يسمى "بالاحتراق الوظيفي" إحدى الظواهر التي يعاني منها كافة العاملين في المؤسسات على مستوى العالم، حيث يمر الموظفون بفترة فقدان الرغبة في العمل، وعدم القدرة على الإنتاجية، والشعور بالإجهاد بجانب انحدار الرضا الوظيفي كل هذا يؤثر على فعالية وإنتاجية الموظف ومن ثم الضرر الذي يلحق بالمنشأة التي يعمل فيها. حرصت قيادتنا على وضع نظام مهني داخل كل مؤسسة من أجل خلق بيئة عمل قادرة على قيادة المملكة لتحقيق أهدافها، بجانب تقييم أداء الموظفين داخل كل مؤسسة من أجل تمكين الإدارة من التعرف على مستويات الموظفين ومدى قدرتهم على أداء الوظائف المسندة إليهم وتحقيق المستويات المطلوبة في إنتاجهم، كما حرصت على مساعدة المنظمات والمؤسسات على تركيز جهودها للارتقاء بمستوى أداء الموظفين وتخصيص برامج تدريبية لرفع مستوى الإنتاجية لديهم والمساهمة في تطوير الفرد مهنيًا وأخلاقيًا، هذا بجانب مساعدة كافة المنظمات على السير نحو نهج موحد لخلق بيئة عمل خالية من الضغوط والآثار النفسية المحبطة والقدرة على تحقيق إنتاجية أعلى، فالموظف أساس وتطور أي مجتمع لأنه محرك رئيس في عملية الإنتاج داخل كافة المؤسسات سواء كانت الحكومية أو القطاع الخاص، لذلك يجب مراعاة وتفهم الضغوط التي يمر بها ومعرفة بيئة العمل الداخلية لكل مؤسسة وكيف تسير الأمور بين الموظفين؟ لأننا في كثير من الأحيان نرى نوعًا من المنافسة داخل العمل "وهي سلاح ذو حدين" تشكل خطرًا أكبر عندما تخرج من إطار المصلحة العامة إلى المصلحة الخاصة، فهذا الصراع الداخلي يكون له آثار سلبية على بيئة العمل وكذلك كفاءة الموظف، لذلك تحرص كل مؤسسة على الاستفادة من الجانب الإيجابي في المنافسة بين الموظفين وتحفيزهم على القيام بالمهام المكلفين بها بروح الفريق الواحد والثناء على مجهود المجموعة وليس الفرد. بجانب أن الموظف بطبيعته يحتاج إلى أن يشعر بالثقة والاحترام داخل المؤسسة ووسط زملائه في العمل من أجل القدرة على القيام بالمهام المكلف بها، كما أن المؤسسات لها دور كبير في المحافظة على موظفيها ومساعدتهم على صقل مهاراتهم التي تزيد من كفاءتهم، وبالتالي يؤدي ذلك إلى الارتقاء بمستوياتهم مما يجعلهم قادرين على إنجاز الأعمال بسرعة كبيرة، وهذا يمنحهم الأمل والحافز الكبير على تجاوز التحديات المستقبلية، والقيام بالأعمال مهما إن كانت لأنه يرى التقدير والثناء الذي يستحقه معنويًا وماديًا مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق إنتاجية عالية والمساهمة في تقدم وتطور أداء الموظفين داخل مملكتنا الحبيبة.