يصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء اليوم إلى سلطنة عمان ضمن جولة خليجية يقوم بها سموه تشمل دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت. وتأتي زيارة سمو ولي العهد لسلطنة عمان، التي سيلتقي فيها بأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق، مؤكدة على أهمية ومتانة العلاقات السعودية - العمانية الضاربة أطنابها عبر عشرات السنين، كما ستساهم الزيارة في زيادة مستوى التنسيق السياسي، وخلق المزيد من فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين. العلاقات السعودية - العمانية ترتبط المملكة وسلطنة عمان بعلاقات وروابط متينة نمت عبر أكثر من خمسة عقود، مرتكزة على وشائج راسخة في الدين والجوار والعروبة والمواقف السياسية المشتركة والعلاقات الاقتصادية والتجارية، بالإضافة لعضوية البلدين في مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه في مطلع الثمانينات الميلادية. وتُشكل المملكة وسلطنة عمان جزءاً حيوياً لا يتجزأ من شبه الجزيرة العربية والمنظومة الخليجية العربية.. كما اتسمت العلاقات بين الرياض ومسقط عبر نصف قرنٍ بالتعاون والاحترام المتبادل بين القيادتين والتفاهم حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وتجمع أبناء الشعبين وشائج الإخاء والمحبة والعادات والتقاليد العربية الأصيلة والموروث الشعبي. ولقد ازدادت العلاقات السعودية - العمانية عمقاً وقوة بعد زيارة السلطان هيثم بن طارق للمملكة استجابة لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين في أول محطة خارجية لجلالته منذ توليه مقاليد الحكم في يناير 2020م تأكيداً لمكانة الشقيقة الكبرى وقيادتها على المستوى السياسي والشعبي في عُمان، وبما تشكله من عمق استراتيجي، ورقم مؤثر في الساحة الإقليمية والدولية، يقابلها تقدير واحترام من قيادة وشعب المملكة رسّخته مبادئ وحدة الأخوة والدين وحسن الجوار. ولقد عكست نتائج اللقاء التاريخي الذي احتضنته مدينة نيوم مطلع شهر ذي الحجة من العام المنصرم مستوى التنسيق المشترك في مختلف الشؤون التي تخدم مصلحة البلدين والمنطقة واستقراراها ما يتمتعان به -رعاهما الله- من حكمة وبعد نظر في التعامل مع مستجدات الأحداث وتطوراتها إقليمياً ودولياً. الأهداف المشتركة تلتقي المملكة وشقيقتها سلطنة عُمان مع شقيقاتهما دول مجلس التعاون في رؤى وأهداف استراتيجية مشتركة تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحقيقاً للتنسيق والتكامل في مختلف المجالات عربياً وإسلامياً ودولياً، وترسيخاً لجهود السلم والأمن لتحقيق الاستقرار، ودعماً لبرامج التنمية، وخدمة لمنطقة الخليج والعالم أجمع. وتتوافق الدبلوماسية السعودية - العمانية في كثير من الرؤى، خاصة ما يتعلّق منها بمكافحة الإرهاب والمحافظة على السلم والأمن الدوليين. كما ينسق البلدان بشكل مكثف في كثير من القضايا الإقليمية؛ وفي مقدمتها القضية اليمنية. العلاقات الاقتصادية على المستوى الاقتصادي، تحافظ السعودية وعُمان على علاقة متينة يعززها وجود البلدين كعضوين في مجلس التعاون الخليجي الذي يتبنى مبادرات مشتركة لتعزيز اقتصادات دوله. وتشكّل رؤيتا المملكة 2030 و عُمان 2040 قاسماً مشتركاً في مجال التجارة والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يحقق لكلا البلدين تنوعًا في اقتصادهما ومصادر دخلهما. حيث تشكل المواقع الاستراتيجية للبلدين والرؤى والأهداف المشتركة في تنمية الاقتصاد مجالات رحبة وواسعة لمزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري بما يعود على البلدين بمزيد من التقدم والرخاء ويحقق مصالح الشعبين. وتتطلع المملكة وسلطنة عمان إلى أن يسهم "تأسيس مجلس التنسيق السعودي - العُماني" في وضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقات، ورفعها إلى مستوى التكامل في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية والبشرية. التبادل التجاري بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين المملكة وعُمان العام المنصرم 2020، (3.36) مليارات دولار، شملت منتجات الحديد والصلب ومنتجات كيميائية عضوية، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عُمان (1.16) مليار دولار، شملت منتجات معدنية ومصنوعات من الحديد أو الصلب والأغذية. مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تعدّ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الهادفة لغرس 50 مليار شجرة بالشراكة مع دول المنطقة بوصفها أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم للحفاظ على البيئة وحمايتها واستدامة مواردها وزيادة مساهمة الطاقة المتجددة مجالاً واعداً للتعاون بين المملكة وعمان في مكافحة التغير المناخي، وتعزيزاً للجهود التشاركية بين البلدين. المنفذ البري من أهم المكتسبات على المدى القريب استكمال مشروع المنفذ البري الرابط بين المملكة وعُمان بمسافة تتجاوز 680 كيلو متراً، والذي سيسهم بعد افتتاحه -بإذن الله- في تسريع وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، لاختصاره نحو 800 كيلو متر من زمن الرحلة، كما سيفتح المجال أمام حركة البضائع من المملكة مرورًا بالطرق البريّة في السلطنة وصولاً إلى موانئها، ومنها تصدّر لمختلف دول العالم. ولي العهد والسلطان هيثم خلال جولة في مركز نيوم