في تفاصيل حياتنا اليومية نواجه سلوكيات مختلفة من أناس نعرفهم وآخرين نقابلهم أو نتعامل معهم، سلوكيات على اختلاف مسمياتها سواء أكانت إيجابية أو سلبية أو عدوانية. وهذا السلوك الذي يقوم به الإنسان ما هو إلا مرآة للنفس البشرية من خلال التعلم والملاحظة والتجارب والبيئة التي ترتع بها وتنشأ، السلوك يعبر عن كل الأنشطة والأفعال التي تصدر عن الإنسان، سواءً كانت هذه الأفعال ظاهرة أم غير ظاهرة، وحين تصادف إنساناً سلوكه سلبي أو عدواني فلا تجاريه أو تتعامل معه فيأخذك حيث يريد، عموماً السلوك ينقسم إلى نوعين: السلوك الظاهري وهو الأفعال وردود الأفعال والاستجابات الظاهرية وتفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة، والسلوك الداخلي الذي لا يمكن رؤيته من الخارج، مثل: التفكير والتذكير والإدراك والانفعال وما إلى ذلك، وهذا النوع من السلوك له أبعاد نفسية كثيرة. البيئة لها دور مهم في تشكيل سلوك الإنسان، وبنائه الفكري والاجتماعي، كما أن المستوى الثقافي للمحيط الذي يعيش فيه، والتعليم وممارسات، تعد عوامل مهمة ضمن محددات سلوكه بين الجماعة، سواء في إطار الأسرة أو الأصدقاء أو على صعيد العمل، الطفل الصغير الذي لم يتجاوز سنة أو سنتين أو أقل يتعلم السلوك من محيطه خصوصاً أمه التي لها دور كبير وحيوي في غرس السلوك السوي الذي ينشأ عليه، وهذا المثل يعطينا أفضل دليل على التنشئة وهو (من شَبَّ على شيءٍ شابَ عليه!). سلوك الإنسان هو حصيلة تفاعله مع البيئة، فهذا السلوك يكون نتيجة لصفات وراثية أو شخصية ومؤثرات اجتماعية ودينية وسياسية وحضارية في المراحل العمرية كافة. السلوكيات المكتسبة من التجربة عن طريق التعلم خلال تفاعل الإنسان مع البيئة الخارجية،من الصعب أن يُغير الإنسان سلوكه وإن غيره فهو تغيّر وقتي، فالأصل أن الإنسان يتمسك بسلوكه الذي حفر في أعماقه سواءً أكان شخصية انطوائية أو شخصية اجتماعية أو هادئة، وهناك برامج علمية تحدد نوع الشخصية بناء على إجاباتها ومعلوماتها. والإسلام قد قدم الحلول الناجعة للعديد من المشكلات السلوكية والنفسية والاجتماعية، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ألم به أمر أو خطب هرع إلى صلاته قائلاً: «أرحنا بالصلاة يا بلال»، ففيها الراحة النفسية والطمأنينة. كذالك فإن سلوكيات الإنسان تختلف باختلاف حالته النفسية من سعادة، وحزن، وتشاؤم وفرح وترح ومواقف يمر بها، فالسلوك الإنساني وليد سلسلة معقدة من العوامل المادية والنفسية التي تجبره على ذلك ولا يمكنه الهروب منها. «سلوك الإنسان مرآة قلبه، فمن كان سلوكه جميلاً كان قلبه سليماً» جبران خليل جبران. «التعلم في الصغر.. كالنقش على الحجر» هذا المثل عن العلم لكن السلوك الحسن يُعلّم من الصغر، الطفل حين يكون صغيراً فإن عقله صفحة بيضاء بإمكانك أن ترسم عليها كل ما أردت من السلوكيات الإيجابية التي تؤثر على حياته في المستقبل.