أجمعُ .. أوراق الشجر .. المُتساقط من الأغصان .. دون خريفٍ .. أي فصلٍ تُسألني الأشجار؟ .. منذ ما قبل الخريف الماضي.. لم نعرف فصلا غيره، أنينُ كوكب الأرض.. المناخُ أناخ.. أوقف ناموس الفصول.. تُسألني الصحراء.. لِمَ تأخر المطر!!.. السماءُ تموجُ بالغيم.. غيمٌ يعاني الجفاف، تُسألني نفسي.. ليس أدري.. ليس أعقل.. بما يُنذر المناخ.. تاهت قِبلةَ الأفئدة.. صار المؤمنُ.. قِبلتهُ الحيّرة.. الله ولي الرحمة والمغفرة. ( 2 ) تسلقتُ.. قمةَ فجر الغدِ.. أرقبُ .. هجرة الطيور.. رأيتُ سِرب غِربانٍ.. تكادُ تحجب النهار من لونها.. يعقبها سربُ من ال بومِ.. شاخص العيون دون رمشٍ!!، عُدتُ.. أبحثُ، من لديه علم هجرة الطيور.. التقيتُ كهلًا.. يرتدي أسبال الأيام.. عرف حيّرتي!!.. أشار لي أن أُجالسه: ما يثير حيرتك أيها العابر؟ قلت: رأيتُ فيما يرى البصير.. سربُ غِربانٍ.. يعقبهُ سربُ طائر ال بومِ؟!، نهض نافضًا اختلاسات الغبار.. قال: الأرضُ تصحرت.. الغيثُ ليس مطرًا يُنتظر.. عقلُ العالمِ فقد جهاتها.. ربما الليلُ يُشرق .. وقد نرى مطلع النهارِ غروبًا !! ، جمع العرافُ بقاياه.. وذهب من طريقٍ لا يعرف العودة؟!، ترك لي.. حيّرتي وأسراب الطيور. ( 3 ) غابت الشمس .. ف أضاءت القمر.. آية الضوءِ.. ناموس الكون.. النور هداية، البصر لا يُهدينا.. الهدايةُ من البصيرة، يُحجب النظر.. متى تلبدت الغيوم ناموس الرياح الطهارة، سِفر الحياة.. كِتابٌ معلوم.. آياته أقدارٌ مُقدرة.. الاختيار منه فيه ابتلاء العقل.