أعلن مصدر رسمي رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية، أن الحكومة بصدد الإعلان عن خطة استيطانية جديدة في القدسالشرقية. ونقلت مصادر إعلامية عبرية، أن "الخطة تشمل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في المدينة وإقامة مستوطنة جديدة". ولم يقدم المصدر أي تفاصيل أخرى بهذا الشأن. وفي سياق متصل ذكر المصدر الحكومي نفسه أن "فتح القنصلية الأميركية في القدسالشرقية، بات قريبا جدا وتحديدا بعد الاستقرار الذي حققته الحكومة بعد تمرير الموازنة العامة في إسرائيل". ومنذ استلام إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، يسعى البيت الأبيض لوقف مخططات الاستيطان في الضفة الغربية وإعادة ملف حل الدولتين في إطار المساعي لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. كما تسعى الإدارة الأميركية لاستئناف فتح القنصلية في مدينة القدس التي أغلقت بقرار من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب. من جهة ثانية، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، حملة مداهمات واقتحامات لمناطق مختلفة بالضفة الغربيةوالقدس المحتلتين، تخللها اعتقال عدد من المواطنين، فيما اقتحم عشرات المستوطنين، ساحات المسجد الأقصى، بينما اعتقلت قوات الاحتلال نائب مدير أوقاف القدس الدكتور ناجح بكيرات. وأفاد شهود عيان أن قوة لشرطة الاحتلال اعترضت مركبة الدكتور ناجح بكيرات نائب مدير أوقاف القدس قرب باب الأسباط، بصورة همجية، قبل أن تقدم على اعتقاله واقتياده إلى جهة غير معلومة. واقتحم عشرات المستوطنين ساحات الأقصى، عبر باب المغاربة، على شكل مجموعات استفزازية، ونفذوا جولات في ساحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وبعضهم قام بتأدية صلوات صامتة قبالة قبة الصخرة بحماية مشددة من قوات الاحتلال. وأطلقت جماعات "الهيكل" برعاية المتطرف موشيه فيغلن، صاحب سجل الاعتداءات المتكررة على الأقصى، دعوات لاقتحام الأقصى عشية ما يسمى عيد "الأنوار - حانوكا". وتأتي تلك الاقتحامات متزامنة مع الإجراءات الاحتلالية المشددة على مداخل البلدة القديمة المؤدية إلى المسجد الأقصى، حيث يتعمد الجنود احتجاز المواطنين القادمين من الأراضي المحتلة عام 48، وسكان الضفة ويعرقلون وصولهم إلى الأقصى. ويستهدف الاحتلال المقدسيين من خلال هدم البيوت والاعتقالات والإبعاد والغرامات، بهدف إبعادهم عن المسجد الأقصى، وتركه لقمة سائغة أمام الأطماع الاستيطانية. ويواصل الاحتلال وقواته الخاصة كل ليلة اقتحاماته باعتقالات بين صفوف المواطنين، بالإضافة إلى تسليم آخرين بلاغات لمراجعة ما يسمى ب"مخابرات الاحتلال" للاستجواب، وسط عمليات إرهاب للمواطنين الآمنين. من جهة أخرى، أطلق خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري نداءً لشد الرحال إلى الأقصى، لإعماره والدفاع عنه وصد أي إجراء متوقع من المستوطنين بحقه. وقال الشيخ صبري في تصريح صحفي أمس الأربعاء، وصل "الرياض" نسخة منه: "إن الاحتلال حول مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية منذ يوم الأحد الماضي، وصعد من التضييق على الأهالي بشكل استفزازي". وأوضح أن الاحتلال شدد الحصار على المسجد الأقصى وشدد من عمليات التفتيش للمصلين، في الوقت الذي فتح المجال لليهود ليصولوا ويجولوا في الأقصى المبارك. ولفت خطيب الأقصى إلى أن الاقتحامات تزداد وتيرتها للتأكيد على طمع الاحتلال في الأقصى، ومحاولة الهيمنة وفرض السيادة عليه بشكل تدريجي. وأضاف، إن ما يجري يعني أن الاحتلال ماض في سياسته على المستوى الرسمي والسياسي وليس على مستوى الجماعات الاستيطانية فقط". وجدد الشيخ عكرمة رفض هذه الإجراءات الاحتلالية محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي إجراء يمس الأقصى المبارك.