استأنفت مجموعات استيطانية، الاثنين، اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، في ظل استمرار الإغلاق الشامل الذي تفرضه قوات الاحتلال على مدينة القدسالمحتلة بسبب الأعياد اليهودية. وأفادت مصادر مقدسية، أن 36 مستوطنا اقتحموا باحات المسجد الأقصى أمس الاثنين، وأدوا طقوسا تلمودية واستفزازية، وتركزت الاقتحامات في المنطقة الشرقية من المسجد، تحديدا في منطقة باب الرحمة. ولفتت المصادر إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أمّنت اقتحامات المستوطنين، ووفرت لهم الحماية منذ دخولهم باحات الأقصى من باب المغاربة حتى مغادرته. وجددت "جماعات الهيكل" المزعوم المتطرفة، دعواتها لتوسيع دائرة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك خلال عيدي "العرش" و"فرحة التوراة". وطالبت جماعات الهيكل قوات الاحتلال تشديد قبضتها والتصدي للمرابطين ومعاقبتهم وإبعادهم عن القدس، عادِّين أن من حقوقهم الصلاة في كل ما هو تحت "السيادة الإسرائيلية"، وفق زعمهم. ولفتت "جماعات الهيكل" المزعوم إلى ضرورة استغلال الدعم الأمريكي للمواقف الإسرائيلية، والدفع باتجاه العديد من المشاريع التهويدية، وكررت سرد عدد من المشاريع الاستيطانية بالمنطقة الجنوبية من البلدة القديمة، وحائط البراق، والقصور الأموية الملاصقة لجدار المسجد الأقصى. وأكدت وفق بيان لها: "أن اقتحامات المسجد الأقصى سيجري تفعيلها والترويج لها بطريقة "مشوقة " وجذابة أكثر بعد افتتاح القاعة وعرض الأفلام المدمجة والمدعمة بكم هائل من الصور والأفلام الوثائقية التي أُعدت لهذا الهدف". وتشهد مدينة القدسالمحتلة إغلاقاً شاملاً بدأ منذ عدة أيام ويستمر لأسابيع بسبب الأعياد اليهودية وتفشي وباء كورونا. ويستهدف الاحتلال المقدسيين والمرابطين منهم على وجه الخصوص، من خلال الاعتقالات والإبعاد والغرامات، بهدف إبعاد المقدسيين عن المسجد الأقصى، وتركه لقمة سائغة أمام الأطماع الاستيطانية. وشهدت مدينة القدس تصاعدًا في اقتحامات المجموعات الاستيطانية للمسجد الأقصى، بدعوى الاحتفال بالأعياد اليهودية. من جهة أخرى أفاد مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية بأن الاحتلال الإسرائيلي هدم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري (450) مسكنًا ومنشأة فلسطينية، وهجر 530 عائلة. وأوضح المركز في بيان صادر عنه وصل "الرياض" نسخة منه، أن الاحتلال أجبر بعض المقدسيين على هدم مساكنهم بأيديهم في مدينة القدسالمحتلة، حيث هُدم (80) مسكنًا ومنشأة قسريًا خلال ما مضى من هذا العام. وبيّن أن العدد الإجمالي للمساكن الفلسطينية المهدومة من الاحتلال منذ قيام إسرائيل بلغ حوالي 165,690 مسكنًا تسببت في تعرض حوالي مليون فلسطيني للتهجير. وشدد على أن سياسة الاحتلال التي تحاصر البناء الفلسطيني لا سيما في القدس، أجبرت الكثيرين على البناء بلا ترخيص أو الهجرة لمحافظات الضفة الغربية، حتى بلغت حاجة المقدسيين وحدهم لحوالي 25 ألف وحدة سكنية لتغطية حاجتهم الماسة.