تظاهر آلاف الإيرانيين من محافظة أصفهان وسط إيران الجمعة احتجاجا على شحّ المياه وجفاف مياه نهر رئيسي في المدينة التاريخية التي تحمل الاسم نفسه، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي. وقال مراسل القناة، وهو يتحدث مباشرة من قرب مكان التجمع في مجرى النهر الجاف "آلاف الأشخاص من أصفهان، مزارعون من غرب المحافظة وشرقها، تجمّعوا في مجرى نهر زاينده رود مع مطلب أساسي: إعادة جريان مياهه". وردد المحتجون شعارات عدة منها "مياه النهر تتعرض للنهب منذ عشرين عاما"، و"على المياه أن تعود الى مجاري زاينده رود"، وفق ما عرض التلفزيون. نظّم المزارعون سلسلة احتجاجات بدءا من التاسع من نوفمبر، على توقف مياه النهر لأسباب عدة منها الجفاف، الا أن التجمع الجمعة كان الأضخم من حيث حجم المشاركة. وكان النهر يعد نقطة استقطاب في أصفهان، خصوصا لعبوره أسفل "سي وسه بُل" (جسر الثلاثة والثلاثين) التراثي. الا أن مياه النهر انقطعت منذ نحو عقدين من الزمن، باستثناء فترات وجيزة في مراحل مختلفة حين يتم فتح بوابات سد نكو آباد. ومنذ أعوام، يشكو سكان أصفهان من تحويل مياه النهر أيضا الى محافظة يزد المجاورة. ووعد مسؤولون بالعمل على حل المشاكل التي تثير احتجاجات أهل المحافظة. وقال نائب رئيس الجمهورية محمد مخبر للتلفزيون الرسمي "طلبت من وزارتي الطاقة والزراعة اتخاذ إجراءات فورية لإدارة المسألة"، مشددا على أن الحكومة "تبحث جديا عن حل للمشكلة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة". من جهته، تقدم وزير الطاقة علي أكبر محرابيان ب "اعتذار من كل المزارعين الأعزاء لأننا غير قادرين على توفير المياه لمحاصيلهم. نأمل في التمكن من معالجة هذه الثغرات خلال الأشهر المقبلة بمشيئة الله". وأشار إلى أنه تم تكليف "وزارتي الصناعة والزراعة بالعمل جنبا الى جنب مع وزارة الطاقة للحد من الأضرار التي تعرض لها بعض المزارعين". وكان الرئيس إبراهيم رئيسي الذي تولى مهامه في أغسطس، وعد في 11 نوفمبر بالعمل لحل مشاكل المياه في محافظات وسط إيران، أصفهان ويزد وسمنان. وأشار الى أنه سيتم "تشكيل لجنة ومجموعة عمل من أجل دراسة الموضوع وإعادة الحياة الى زاينده رود وحل المشاكل الناتجة من ذلك، مثل ترهّل التربة في المناطق الوسطى من البلاد". وقال مراسل التلفزيون من المدينة اليوم، إنه "خلال أعوام، لم تتوافر أي إرادة لحل مشاكل هذا النهر المهم". وأصفهان هي ثالث كبرى مدن إيران، ويقطنها نحو مليوني نسمة، وتتضمن ساحة "نقش جهان" (رسم العالم) المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. وسبق لمسؤولين إيرانيين أن شكوا خلال أشهر الصيف من معاناة البلاد من جفاف حاد يعود بشكل أساسي لشح المتساقطات. وكانت محافظة خوزستان (جنوب غرب) الغنية بالنفط والحدودية مع العراق، شهدت في يوليو احتجاجات واسعة على خلفية الشح في المياه، قتل على هامشها أربعة أشخاص على الأقل، وفق ما أفادت في حينه وسائل إعلام رسمية.