قال اقتصاديون: إن إعلان ولي العهد عن إنشاء مدينة نيوم الصناعية «أوكساجون» يقود الصناعة الوطنية إلى مشارف الثورة الصناعية الخامسة بإمكانات تقنية ذات عمق معرفي. وأكدوا ل»الرياض» أن المنطقة الصناعية «أوكساجون» في مدينة نيوم سيكون لها أثر اقتصادي مستقبلي واسع وكبير على الاقتصاد السعودي، وتشكل منطقة وميناء للصناعات والخدمات اللوجستية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقال المحلل الاقتصادي د. عبدالله باعشن: إن مدينة «أوكساجون» الصناعية تعد مدينة التحدي والنقلة النوعية لرؤية المملكة، عندما يكون لديك منظومة من الأهداف وإرادة التحول والعزيمة القوية والنظرة إلى المستقبل تتحول هذه الأهداف إلى واقع بالغة الاقتصاد، وتضيف قيمة مضافة بموقعها الجغرافي، حيث تقع على أهم شريان يربط العالم غربه بشرقه، مضيفاً أنها تحقق المنظومة اللوجستية وسرعة تقابل الإنتاج مع الأسواق، مما يتطلب أن تكون هذه المدينة ذات تميز في نوعيتها لتنسجم مع أهدافها وتحدياتها. وأكد باعشن، أن التميز أن تصنع مدينة عائمة وصناعية في الوقت نفسه لتحافظ على المناخ والبيئة وهذه تحديات، مشيراً إلى أن مدينة نيوم الصناعية أكبر مشروع اقتصادي تنموي في الشرق الأوسط، وتكمن القيمة المضافة في جذب الاستثمارات سواء المحلية أو الإقليمية أو العالمية، عندما يكون لهذه المنظومة قوانين وسياسات وإجراءات ذات طبيعة تجذب هذه الأموال وتقلل من مخاطر الاستثمار ضمن حلقة متكلمة ليست كمدينة كما يطلق عليها بل هي في مساحة أكبر من دولة، يجتمع فيها جميع قطاعات الاقتصاد من استثمار وصناعة وتعليم وصحة وهي منطقة صناعية لاستثمار العقول قبل الأموال وجذب الكفاءات والأموال. من جهته أكد المحلل الاقتصادي أحمد الشهري، أن المنطقة الصناعية العائمة «أوكساجون» هي جزء من منظومة المشروعات الكبرى التي تقودها الرؤية، والهدف منها تكوين جيل جديد من المناطق الصناعية التي تتسم في الحقيقة بسمات ومميزات الثورة الصناعية الرابعة، والتي تعتمد على الآلات والمعدات والتقنية والتكنولوجيا بشكل رئيس، مشيراً إلى أن المدينة الصناعية في نيوم تبنت مفاهيم الثورة الصناعية الخامسة وهي في الحقيقة منطلق جديد لمشروعاتنا الوطنية؛ أي الجمع ما بين قدرات التكنولوجيا الأكثر ذكاء وتفاعل وتواصل مع الإنسان ضمن إطار ونظام مستدام ومرن. وأشار الشهري، إلى أن المنطقة الصناعية «أوكساجون» في مدينة نيوم سيكون لها أثر اقتصادي المستقبلي واسع وكبير على الاقتصاد السعودي، وتشكل منطقة وميناء للصناعات والخدمات اللوجتسية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بحيث تكون مركزاً للإنتاج الصناعي المتقدم، لا سيما أنها تقع بالقرب من منفذ رئيس إلى أوروبا وهي قناة السويس والتي يمر بها تقريبا 13 % من حجم التجارة العالمية، ووجودها له عوائد اقتصادية على الاقتصاد السعودي، وعملياً ستكون أول باكورة الإنتاج الصناعي المتقدم الذي يعتمد على مفاهيم الثورة الاصطناعية بشكل كلي. وأضاف أن مشروع المدينة الصناعية العائمة في نيوم يعتبر من مشروعات الجيل الجديد في البنية التحتية وتبني مفاهيم جديدة، لا سيما أن العالم بدأ باستبدال المعدات القديمة التي تنتج الكربون وتلوث البيئة بمنتجات جديدة، وهذه أحد المفاهيم المطبقة في الاقتصاد السعودي بما يتوافق مع أجندة العالم الجديدة في خفض انبعاث الكربون وحماية البيئة وبناء أنظمة مستدامة ومتجانسة مع البيئة، مؤكداً أن هذه المشروعات جميعها استباقية من الجيل الجديد، من البنى التحتية وأيضاً من المناطق الصناعية وتبني مفاهيم الثورات الصناعية الرابعة والخامسة، وجميع المشروعات الكبرى بالمملكة تعد مشروعات مستقبلية. وأكد أن المشروعات الكبرى بالمملكة لا تعمل بشكل منفرد فقد سبقها إصلاح اقتصادي واسع وكبير في الاقتصاد السعودي بشكل عام بالإضافة إلى إعادة هندسة الأنظمة التشريعية والتنظيمات وإزاحة الفساد وترقية اقتصاد الخدمات وتأسيس قطاعات جديدة مثل الخدمات اللوجستية وترقية الصناعات الوطنية عبر المحتوى المحلي؛ بهدف بناء اقتصاد قوي متنوع ومستدام، والاستفادة في الوقت ذاته من منافع الثورة الاصطناعية الرابعة والتي بدورها ستربط الاقتصاد السعودي بسلاسل القيمة العالمية الحالية والمستقبلية. عبدالله باعشن