لن أتحدث عن لبنان الدولة العربية العريقة الوادعة الطيبة من داخلها، ولن أكتب عن لبنان الذي شكا وبكى وتضور جوعا في وقت شبعت فيه بطون مجرمة تأكل من الخيرات ما الله به عليم. ولن أتحدث عن لبنان الدولة التي كانت تنعت بسلة الغذاء العربي في وقت من الأوقات حتى اختطفها ذوو العمائم السوداء الإيرانية من منظومة العرب ليمثلها حزب فاسق لئيم باع وطنه وشعبه ومقدراته وقيمه وضميره ونفسه للفرس دون هوادة ودون استثناء واستنفر قواه الشريرة التي كرست جهودها في صناعة حبوب الكبتاغون المخدرة وحبوب الهلوسة، وفي زراعة الأفيون المخدر وغيره من أنواع المخدرات المميتة مثل الأفيون والكوكايين التي أصبحت مشكلة عالمية، فقد احتلت هذه المشكلة الترتيب الرابع بين الأزمات الكبرى في العالم بعد الأزمة النووية وأزمة السكان وأزمة التلوث البيئي، والتي استهدفت الشباب الذين يُشكلون القوى النشطة لأي دولة وتبعاتها بلا شك تعد كارثية مما جعل قوى الشر الكامنة ممثلة في حزب الله في دولة لبنان تبث سمومها إلى المملكة لتخرب شبابها ولتلوث عقولهم لتقضي عليهم، ولتحجم من الثورة الاقتصادية التي تعيشها المملكة ولكن هذه الجهود باءت بالفشل ولله الحمد كون المملكة بفضل الله واعية لمثل هذه الآفات من المخدرات التي ترسل بعدة أشكال وخدع لتلج إلى أراضيها حيث تم اكتشاف الشحنات التي تظهر الخير من خارجها وفي باطنها السم الزعاف. إن حكومة ضعيفة هشة في لبنان يسيطر عليها حزب شيطاني لن تنجح ولن تبني دولة مادام هذا الحزب له صوت وله عرق ينبض بالخبث والإذعان ليأخذ أوامره من دولة بنت هيلمانها على الشر وتصدير الثورة الرعناء، فهذا حزب مستبد يغلي من داخله حقدا وكراهية لجميع الشعوب العربية. إن بلدا تتناقض فيه الآراء ولا تستطيع الحكومة أن تصرح بشيء حتى يوافق عليه حزب مهيمن على الدولة وعلى الشعب وليس همه إلا الحرب والقتل وإراقة الدماء وتاريخ هذا الحزب شاهد بما عمله من الخراب والدمار في بلد مسالم يريد أن يعيش في أمن وسلام عيشة الأحرار. فقد أشعل هذا الحزب نار الفتنة والدمار في لبنان ليرجعها ثلاثين عاما إلى الوراء، وكلما بدا بصيص أمل لهذا الشعب قضى عليه هذا الحزب المشؤوم ليموتوا. إن دولة كلبنان يفترض أن تكون في مقدمة الدول المصدرة لكل شيء سواء في الزراعة أو الصناعة أو الحرفة بفضل ما يملكه لبنان من عقول وطاقات ولكن قدره أن يسيطر عليه حزب يحارب كل ما من شأنه التطور والإبداع مما جعل هذه العقول تهاجر إلى بلدان شتى دون رجعة. لن أتحدث عن المملكة ولا عن المساعدات التي تدفعها بالمليارات للبنان ولا عن اتفاق الطائف ولا عن العدد المهول في المملكة من اللبنانيين؛ لأن هذا واجب قامت به المملكة تجاه بلد عزيز يعد خرزة من المنظومة العربية، ولكن الحقيقة التي غابت عن عقول الكثيرين أن المملكة قد بدأت في انطلاقة عملاقة اقتصاديا وتنمويا وحضاريا وبيئيا لتكثف جهودها ولتختصر خمسين سنة في ظرف عشر سنوات من خلال رؤية المملكة 2030 لتسعى حثيثا نحو البناء دون النظر إلى الأصوات المثبطة مهما كان نوعها ومصدرها. إن حقيقة المملكة التي لم يستوعبها البعض أنها عملت بشجاعة واقتدار بفضل الله ثم مهندس رؤيتها سمو ولي العهد لترقى في شموخ وإباء لتعانق السماء في الرؤية والحضارة والتطور لتكون في مصاف الدول المتقدمة رؤية وعقلا ونهضة ووعيا وسموا. ولم تكتف المملكة بذلك فقد أعلن سمو ولي العهد عن استهداف الحياد الصفري في عام 2060 من خلال النهج الدائم للكربون بما يتوافق مع خطط المملكة التنموية ولكن الحقيقة التي أذهلت العالم أن المملكة قد خرجت من عباءتها القديمة إلى مرحلة فارهة من التطور فما ذنبنا أن نعمل في زمن نام فيه غالبية الشعوب. لقد امتدت العلاقات بين المملكة ولبنان للعمق منذ الأزل ولكن أن تطعن المملكة في خاصرتها بتصريح وزير الإعلام جورج قرداحي الذي لم يوفّق من أول يوم تسلّم فيه منصبه ليكشر عن أنيابه في الهجوم على المملكة التي كان لها الفضل بعد الله في شهرته وتلميعه ليصل إلى ما وصل إليه ناهيك عن عجز الحكومة اللبنانية عن تحجيم مثل هذه التصرفات الهزيلة التي تسيء للمملكة وتنم عن سوء نية وخبث طوية حتى وإن احتجت بحجج واهية وأن الوزير قد أدلى بهذا التصريح قبل أن يكون وزيرا للإعلام، وهذا أنكى، فرجل هذه تصريحاته تجاه دولة صقلته وانتشلته من الحضيض ويتهجم عليها جدير أن لا يولى أي منصب بل ومارس تصريحاته المسيئة للمملكة حتى بعد توليه منصب وزير الإعلام ليضع حكومته في حرج أكبر مما قاله ولكن للأسف إنها في الأصل لا تملك القرار حتى ترجع لحزب الله المهيمن عليها. في الختام لعلي أقول بأن المملكة ولبنان معادلة صعبة في ظل حزب يهيمن على دولة وحكومتها وشعبها، وما تصريح قرداحي إلا كالقشة التي قصمت ظهر البعير إن كان هناك بعير.