بات تغير المناخ موضوعًا مهمًا على نطاق واسع في المجتمع الدولي. وفي هذا السياق عُقد6 في الرياض منتدى مبادرة "السعودية الخضراء" وقمة مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر". إذ طرح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سلسلة من الخطط لتنفيذ مفهوم اقتصاد دورة الكربون، وأعلن نية المملكة العربية السعودية تحقيق الحياد صفري بحلول عام 2060. وستعزز الخطط تنفيذ "اتفاقية الأممالمتحدة الاطارية المعنية بتغير المناخ" و "اتفاقية باريس" تعزيزًا قويًا، وسيضيف زخمًا على تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويطيب لنا الإعراب عن تهانينا الحارة لعقد المنتدى والقمة بنجاح. وتحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فإن المملكة العربية7 السعودية في مقدمة برنامج المناخ وحماية البيئة، وقد قدمت مساهمات بارزة في الحفاظ على التنوع البيولوجي في شبه الجزيرة العربية. وأثناء فترة رئاستها لمجموعة العشرين في7 العام الماضي، اقترحت المملكة مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون وقامت بتطوير الطاقة النظيفة والمتجددة بقوة، مما يُجسّد الالتزام الراسخ بمتابعة التعددية وقيادة التنمية المستدامة الإقليمية والعالمية. بعد اقتراح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" هذا العام، كانت الصين من أوائل الدول التي أعربت عن دعمها لهما. كما أعرب فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ لسمو ولي العهد السعودي تأييد الصين للمبادرتين والإجراءات لتعزيز حوكمة المناخ العالمية والتنمية المستدامة من الجانب السعودي، واستعدادها للعمل مع السعودية لدفع تنفيذ اتفاقية باريس للتصدي لتغير المناخ بصورة كاملة وفعالة، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وتتزامن هذه الإجراءات مع بناء الحضارة البيئية ومفهوم مجتمع الحياة على الأرض الذي اقترحته الجانب الصيني أيضًا. ومن المعروف أن المفهوم الأساسي للحضارة البيئية الصينية هو "التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة" و "المياه الخضراء والجبال الخضراء هي جبال من الذهب والفضة". وهو مفهوم يدعو إلى التخلي عن فكرة ازدراء البيئة والتضييق على الطبيعة، ويدعو أيضًا لتنفيذ التطوير الجديد للابتكار والتنسيق والتشجير والانفتاح والاشتراك لبناء الصين الجميلة. وتمارس الصين بحزم التعددية، وتسعى جاهدة لتعزيز إنشاء نظام الإدارة البيئية العالمية العادل والمعقول والمتعاون والمفيد لكافة الأطراف. وفي الفترة من 11 حتى 15 أكتوبر، عُقدت المرحلة الأولى من الدورة الخامسة عشرة للمؤتمر للأطراف الموقعة على اتفاقية التنوع البيولوجي بنجاح في كونمينغ، الصين. وألقى الرئيس شي جين بينغ خطابًا رئيسيًا، مقترحًا فيه رؤية "الأرض وطننا" المتمثلة في بناء تعايش متناغم بين الإنسان والطبيعة، والتآزر بين الاقتصاد والبيئة، والتنمية المشتركة لجميع البلدان في العالم، والإعلان عن رغبة الصين في إنشاء صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي لدعم وحفظ التنوع البيولوجي في البلدان النامية، وتسريع عملية بناء نظام المناطق المحمية الطبيعية والمنتزهات الوطنية باعتبارها الجسم الرئيسي، والسعي إلى تحقيق أهداف ذروة الكربون السنوية لغاية عام 2030 وحياد الكربون بحلول عام 2060. وفي يوم 25 أكتوبر، أكد الرئيس شي جين بينغ مرة أخرى في اجتماع الذكرى الخمسين لاستعادة الصين مقعدها القانوني في الأممالمتحدة أنّه ينبغي على المجتمع الدولي تعزيز التعاون للاستجابة المشتركة لمختلف التحديات والقضايا العالمية التي تواجه البشرية، وتشكيل نظام الحوكمة العالمية الأكثر شمولًا، والآلية المتعددة الأطراف الأكثر فعالية، والتعاون الإقليمي الأكثر نشاطًا واتخاذ إجراءات عملية للحفاظ على حدود آمنة للطبيعة، وتشجيع الانتعاش والإنتاج والاستهلاك الأخضر، وتعزيز تشكيل أنماط الحياة المتحضرة والصحية، وضبط الوضع المتمثل في التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، وجعل البيئة الإيكولوجية الجيدة مصدرًا لا ينضب للتنمية المستدامة. إن الصين والمملكة العربية السعودية عضوان مهمان في مجموعة العشرين. لطالما التزاما بالأفكار والأهداف المشتركة ذاتها في سبيل تعزيز الرفاهية المشتركة، وتحقيق القيم المشتركة للبشرية جمعاء. من كونمينغ إلى الرياض، أصدرت الصين والمملكة العربية السعودية مرة أخرى مبادرة للعالم لبناء عالم يسوده السلام الدائم، والأمن العالمي، والازدهار المشترك، والانفتاح والتسامح والعالم النظيف والجميل. وتحرص الصين على مواصلة العمل المشترك مع المملكة العربية السعودية للمساهمة في الحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي، والحوكمة البيئية، وبناء مجتمع الحياة المشترك على الأرض معًا. (الكاتب: تشن وي تشنغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية)