لا يمكن إغفال دور المرأة في عجلة التقدم والحضارة، فقد شهدنا كثيرا من النساء يشكلن دورا فعالا في مشاركة الرجل النهوض بالبلاد والحضارة، فالمرأة -كانت ولا زالت- جزءا مهما في هذا العالم، تؤدي دورها الكبير في السياسة والتجارة والعديد من المجالات. فالمرأة لها حقوق وتمكينها في حقوقها واجب لاكتمال المقومات الأساسية للتنمية في أي بلد، فالمحافظة على الفطرة أساس لنمو الشعوب وتقدمها، وهي جزء مهم في هذا المجتمع من النواحي الاجتماعية والنواحي العملية المهنية أيضا وعامل مهم جدا في توازن بيئة العمل في شتى المجالات. فالثقافات والمورثات كانت بمثابة مسلمات يؤمن بها البعض دون تفكير. وهو ما حاول أن يعطل دور المرأة، وأبرز هذه الموروثات أن الرجل أفضل من المرأة، وأن الرجل يعرف مصلحه عكس المرأة، وتم الترويج لهذا الفكر بشكل كبير، حتى أصبحت تردد النساء أنهن أقل من الرجل وأنهن جزء هامشي في العمل والتنمية للمملكة، وأن مكانها في المنزل فقط وعملها ومسؤولياتها لا تتجاوز باب المنزل. وكانت وسائل الإعلام تلعب دورا كبيرا في هذا الجانب حتى أن المرأة بنفسها تقول إنها لا يمكن أن تكون جزء فعال في سوق العمل السعودي، وكانت دائما تبث جانبا واحدا من الرأي ودون الاستماع للطرف الآخر، ومن تعدد وسائل الإعلام وصولا للإنترنت ثم وسائل التواصل الاجتماعي فزادت من وعي المجتمع السعودي وتفتحه للعالم، ومع دخول العالم أجمع للعولمة التي بدورها ساهمت في تطوير الشعوب وأنها وسيلة يمكن استخدامها للتعرف على العالم والعكس كذلك، فأوائل ما فادتنا به العولمة هو استثمار قوة استراتيجية فطرية بين أيدينا لكننا أهملناه، وهذه القوة كانت ستجعلنا أحد أقوى دول العالم من عقود لكن الأمر به خيرة، فأثبتت وسائل الإعلام أن المرأة جزء لا يتجزأ في دور التنمية أن تمكين المرأة تعد خطوة أساسية في شتى المجالات ورأينا المرأة تعمل مع الرجل وأن الإنتاجية والعمل تطور بشكل كبير، وأن كل ما كان يشاع في الماضي كانت مجرد تكهنات نتجت من الصورة النمطية الخاطئة لدى البعض. لكن -من وجهة نظر شخصية- ما زالت هناك العديد من المعوقات الموجودة في وسائل الإعلام التي يجب أن نزيحها لنعطي المرأة حقها في هذا الوطن وأن نعطي الوطن حقه، فالمرأة حصلت في هذا العهد بتمكين غير مسبوق من قبل في المملكة، لكن لازالت المرأة تواجه محاولات لكبح انطلاقها عبر شائعات وترويج لأفكار مغلوطة ومحاولة ربطها الغير منطقي بديننا الإسلامي الشريف وتشويه الدين ووضعه وسيلة للوصول لغايات بعض المتطرفين. فالإعلام مسؤوليته كبيرة جدا في عكس الصورة الحقيقية دون تشويه، وأن يتنبأ بالمستقبل بناء على نظريات ودراسات علمية، بإيقاف نشر الشائعات والتكهنات والموروثات الخاطئة التي تشوه الصورة الحقيقية، وتهدم الوطن وفطرة الإنسان.