ليس أكبر من حالة الإحباط التي يعيشها المشجع الأهلاوي وهو يرى البداية المخيبة لفريقه إلا حالة الدهشة التي تنتاب كل متابع محايد تجاه ما يحدث في هذا الفريق الذي كان منتظراً منه أن يظهر بصورة وهوية جديدة تليق به وهو يرتدي ثوباً مختلفاً إدارياً وفنياً. من تابع الظهور الأول للأهلي هذا الموسم اعتقد أن الفريق سيكون رقماً صعباً ومنافساً شرساً حتى وهو لا يحقق الفوز أمام بطل كأس الملك الفيصلي في الجولة الأولى، لكن الأمور تدهورت طيلة الجولات الخمس اللاحقة. لا يبدو أن أضلاع النجاح متساوية في الفريق "الأخضر"، إذ على الرغم من عودة ماجد النفيعي وتعاقده مع البلجيكي ذي الأصول الألبانية بيسنك هاسي بتوصية من العائد موسى المحياني إلا أن الفشل كان واضحاً في إدارة ملف التعاقدات علاوة على عدم القدرة على ضبط الأمور داخل الغرف المغلقة وهو أمر ممتد منذ الموسم الماضي. يمتلك الألباني هاسي سيرة جيدة وهو مدرب مشروع يناسب الأهلي على الرغم من المآخذ المتعلقة بعمله في الشق الدفاعي، لكن أي مثالب تتعلق بعمل المدرب لا يمكن أن تكون وحدها السبب في ما يحدث. في المقابل فإن قدرة موسى المحياني التحليلية وقراءته الفنية لا تكفي للحكم على شخصيته الإدارية وقدرته على وضع حد لأي حالة تمرد كتلك التي ظهرت في الموسم الفائت. وأمام كل هذا يتواجد الرئيس باستمرار على منصة "تويتر" إما مبرراً، أو شارحاً، أو ملاطفاً لجماهير فريقه، في وقت كان ينتظر منه العمل والتواجد بالقرب من فريقه في بداية موسم يشهد تجديداً فنياً وإدارياً. يتحمل رئيس الأهلي قبل غيره مسؤولية ما يحدث لفريقه، والمؤكد أنه مطالب بالتصدي للمهمة الصعبة والتي ربما تتعقد هذا الأسبوع إن خسر فريقه في "ديربي جدة". صحيح أن تجربة النفيعي الأولى لم تكتمل ولا يمكن وصفه بالخبير، لكنه جاء من خلفية إدارية وتجارية تسهل عليه العمل مع فريقه المختص لتجاوز هذه الأزمة الكبيرة، كل ما يحتاجه الرئيس القديم الجديد هو التوقف عن التغريد والتبرير والتصعيد في ملفات أخرى مثل الفشل في التعاطي مع متطلبات الحوكمة، والالتفات لفريقه ومعالجة الخلل الذي لن يكون عبر إقالة هاسي أو إبعاد المحياني.