23 سبتمبر 1932، ليس يوماً عادياً، فهو يوم محفور في ذاكرة جميع السعوديين، رجالاً ونساء، شيوخاً وشباباً وأطفالاً، فيه بدأ تاريخ جديد ليس في السعودية فحسب، بل في المنطقة والعالم أجمع. ففي هذا اليوم، استطاع جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه أن يوحد السعودية تحت قيادته، حيث أصدر الملك المؤسس مرسوماً ملكياً في هذا اليوم برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351ه، قضى بتحويل اسم الدولة إلى المملكة العربية السعودية. ووسط ظروف محلية وعربية وعالمية وأحداث متسارعة، بدأت رحلة الكفاح لتأسيس هذا الكيان الكبير، الذي رغم كل العواصف والأزمات، واصل مسيرة العطاء وصولاً لمزيد من الإنجازات، والمحافظة على المكتسبات التي تتحقق، وتبديل الفرقة والتناحر إلى وحدة وتكامل، فإن أبناءه البررة قاموا ببطولات فريدة ساهمت في تحقيق الكثير والكثير من الإنجازات التي غيرت مجرى التاريخ ليس في المملكة فحسب ولكن في المنطقة كلها، وقادت البلاد إلى نماء وتطور وازدهار. اليوم الوطني هو ذكرى للأجيال، لتجديد وتعزيز الولاء والبيعة لقادة الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، والتأكيد على وحدة الصف واللحمة الوطنية والترابط الاجتماعي، ونبذ كل أنواعِ التطرف والغلو والتفرقة، وهو يوم للفخر والعزة، نفخر بما حققه آباؤنا، رغم كل الصعاب، ونفخر بما حققه قادتنا اليوم من إنجازات ونجاحات وضعت مملكتنا الفتية في مصاف الدول المتقدمة، وأصبح الكل يشير إليها على أنها نموذج ومثال يحتذى به في التطور والنمو والبناء. اليوم الوطني يجب أن يكون دافعاً لنا لاستكمال تحقيق رؤية المملكة 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 25 أبريل عام 2016م وبدأت نتائجها تظهر في أرض الواقع، وبسبب هذه الرؤية استطاعت المملكة أن تتخطى الجائحة العالمية "كوفيد 19 كورونا". لقد وضعت المملكة في رؤية 2030، أهدافاً طموحة لتنويع الاقتصاد السعودي والحفاظ عليه مزدهراً، مما جعلها تتخطى هذه الجائحة، رغم ما أصاب العالم أجمع من مشكلات اقتصادية، وتقدمت المملكة في المراكز الأولى عالمياً في الكثير من الأعمال على مستوى العالم. وإذا كان آباؤنا الأوائل، قد حفروا الصخر بأظافرهم، ليضعوا لنا الأساس القوي والمتين، لبناء دولة فتية، فإن علينا نحن أن نحافظ على ما بناه الآباء، ونضيف إليه، وألا نجعل اليوم الوطني يوماً للراحة والدعة والنوم، بل علينا أن نحيله إلى يوم فرحة وطن ويوم عمل، وأن نستذكر ما قام به الآباء، ليكون دافعاً لنا للتقدم والرقي، يوم نتذكر فيه أهمية البناء والعمل والإنجاز والمحافظة على نعمة الأمن والأمان التي تتمتع بها بلادنا ونعمة حكامنا ورعايتهم لشعبهم. فاليوم الوطني ذكرى تتجسد فيه معالم التاريخ، مرتبطة مع الحاضر، متطلعة إلى المستقبل، في بناء وطن تتزاحم في أعماقه المنجزات على جميع الصعد. شومر الشومر