تابعت كغيري من الملايين السعوديين وكلنا أمل وتفاؤل لتحقيق نتائج إيجابية، رغم ما مررنا به أسوة بكل العالم من عواقب جائحة كورونا، وقلة التدريبات والتعاطي مع الرياضة بشكل عام، لن أبرر النتائج لفريقنا المشارك رجالاً ونساء، لكني هنا سأقف بكل ثقة ضد كل من يلوم السيدات على تلك النتائج التي أتت دون تطلعاتنا، وإن كنا في قرارة أنفسنا نتوقعها لأسباب لا تخفى على الحصيف، وكنا رغم ذلك متأملين في غيرها. رياضة السيدات كانت حتى سنوات قليلة ممنوعة في مدارسنا وفي جامعاتنا، وكنا كأفراد نختلس سويعات بأغلى الأثمان بين هذا النادي الرياضي الخاص وذاك فقط لمجرد شيء من اللياقة البدنية، وكان هدف المشاركة في بطولات دولية شيء من الخيال. المتذمرون الشكاؤون " المتندرون" على نتائج السيدات في أولمبياد طوكيو هم ذاتهم من جرموا رياضتها في وقت مضى، ولم تعرف المرأة السعودية الركض أو العدو سوى مشي على استحياء وهي في كامل حجابها صيفاً وشتاء في ظلمة الليل وعلى رصيف شارع ممتد في بعض المدن الرئيسة فقط، وكنت قد كتبت مقالاً بهذا الخصوص قبل أكثر من عقدين من الزمان، وأن الرصيف ليس مكاناً آمناً لرياضة المرأة في ما كان يسمى سابقاً بشارع الحوامل -الذي تحفه عوادم السيارات بالإضافة إلى خطورة عبور السيارات المسرعة- وكأن المرأة لا يسمح لها بالمشي إلا إذا كانت حامل. المرأة السعودية كان من يعترض على مزاولتها للرياضة في المدرسة قولهم كيف تلبس بدلة؟ وهي تلبسها في مجتمع نسائي مغلق بالكامل، ومع ذلك كان فعلاً يعد شائناً، وكان تشجيعها لنادٍ ما في أي نشاط رياضي شيء من قلة التربية، وربما عدم الجواز. المرأة السعودية لم تتعلم في المدارس رياضة السلة ولا التنس ولا السباحة ولا الجودو ولا أي شيء على الإطلاق من الرياضات العالمية المختلفة، فكيف يتوقع منها الإنجاز الذي حققته أخريات من دول العالم أمضين سنوات طويلة في الممارسة والتدرب على الرياضة منذ نعومة أظفارهن؟ المؤلم والموجع أن يأتي الأشخاص الرافضين لمشاركتها في الرياضة نفسهم في سنوات مضت ليتذمروا من نتائجها الآن، وهذه وأيم الله قسمة ضيزى، وحكم مجحف لم يراع فيه أنها حاولت جاهدة فقط في السنوات القلائل الماضية التدرب بعد أن سمح لها بذلك، مستثمرة كل الدعم الحكومي الذي وفرته لها الجهات المعنية بالرياضة متمثلة في وزارة الرياضة حالياً. مشاركة المرأة السعودية في الأولمبياد حظيت بدعم وتشجيع قيادات الرياضة في الوطن وبحضورهم للتدريبات، فهذه الأميرة ريما بنت بندر والأمير عبدالعزيز بن تركي على رأس القائمة وغيرهم من القيادات، ولا يجب أن تؤثر الأصوات السلبية على مسيرة المرأة الرياضية، فمجرد مشاركتها في الأولمبياد هو نجاح باهر وفخر لها ولكل السعوديين المخلصين المتفائلين بأن غداً سيكون بحول الله أجمل، فلهن جميعهن كل التقدير والاحترام والدعاء، وكلنا ثقة ويقين لا يشوبه شك بأن النتائج ستكون في المقبل القريب كما نحب ونتمنى ونتوقع، ويا بلادي واصلي.