استبشرت المرأة السعودية خيرا وأصبحت أكثر تفاؤلا بعد أمر تعيين الأميرة ريمه بنت بندر بن سلطان مسؤولة عن الرياضة النسائية، التي يرى المجتمع النسائي السعودي والعربي أنها أصبحت ضرورة ملحة لا علاقة لها بأي موانع أخرى، فهي لا تتعارض مع الدين وعادات وتقاليد المجتمع السعودي المحافظ. بعض سيدات المجتمع سواء السعودي أو العربي استغربن تأخر هذا القرار وربط ممارسة المرأة السعودية للرياضة بأمور دينية أو اجتماعية، فهي تمارس الرياضة لتحافظ على قوامها وصحتها، فالإحصاءات والدراسات أثبتت أن النساء الخليجيات الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة خصوصا الضغط والسكر والقلب وأمراض الشرايين في سن مبكرة. مقدمة البرامج في قناة الاقتصادية السعودية نهى حامد الحربي، قالت: «هو إنجاز جديد للمرأة السعودية، ستكون مشاركتها في المحافل الدولية في حدود وضمن هويتنا الدينية والوطنية، فالرياضة حاجة ملحة للمحافظة على صحة الأبدان. سعدنا بوجود مسؤولة عن رياضة النساء في السعودية، وهو قرار تأخر وتحقق». وزادت بأن الأندية الرياضية النسائية ستعمل على تأصيل وتغيير فكر وتوجه الأجيال القادمة، فيصبح الطفل منذ طفولته يدرك أهمية ارتياد هذه الأندية بمدى أهمية ارتياده للمدرسة وإكمال تعليمه، إذ سيعقب الرياضة الكثير من المأمول بدءا بانخفاض الأمراض والتقليل من التكاليف الاقتصادية وعبئها على الدولة التي تخلفها هذه الأمراض، إضافة إلى تعزيز الثقة والمواهب والقدرات التي تأتي كاستعدادات لتنفيذ رؤية المملكة 2030. واختتمت بالقول: «الأندية النسائية تحول فكري اقتصادي وصحي، وريادة للسيدة السعودية لتضع بصمتها على جبين العالم». الأندية النسائية مطلب واستغربت الإعلامية ليلي فتحي، عدم السماح للمرأة بممارسة الرياضة، مشددة على ضرورة وجود أندية تمارس فيها الرياضة وفق ضوابط الدين والعرف. وزادت: «في دولة كالمغرب تمارس المنقبات الرياضة بكل حرية، وفي دول الخليج والسعودية خصوصا تنتشر الوجبات السريعة والزيوت المهدرجة ولا تحترق إلا بالرياضة، لذا يجب إنشاء نواد نسائية لتستفيد المرأة صحيا ونفسيا وذهنيا». المرأة قادرة على التميز الإعلامية رنا إبراهيم من صحيفة الصدى الإماراتية، قالت: «الرياضة نمط حياة أو حتى هواية لتصل للاحتراف، وهي مفيدة صحيا ونفسيا»، مشيرة إلى أن المرأة السعودية تستطيع أن تبرز نفسها في هذا المجال إذا حصلت على الدعم والتشجيع والقليل من الحرية في حدود الضوابط الشرعية، كونها تميزت في العلوم والمعارف والكثير من المجالات الأخرى، وربما نجد في المستقبل وجوها نسائية بارزة في عالم الرياضة العالمية. الوقت مناسب وقالت الإعلامية الكندية من أصل عربي منى المختار: «العقل السليم في الجسم السليم، والمرأة بغض النظر عن كل المعتقدات تعتبر الركيزة الأساسية في العائلة، تربي أجيالا وتساند الزوج، فلابد أن تعيش توازنا في جسمها وعقلها حتى تستطيع أداء واجباتها حيال أبنائها وأسرتها، لذا فالرياضة تضمن ذلك في بلد مثل المملكة العربية السعودية، وقد حان الوقت لقبول ممارسة المرأة للرياضة في أجواء خاصة». سنحمي بناتنا وتقول مالكة إحدى المدارس الأهلية في جدة سيدة الأعمال فوزية باموكرة: «منذ سنوات طوال أسعى لإدارج حصة الرياضة بشكل أساسي بين صفوف طالباتي العزيزات في مرحلتي المتوسطة والثانوية، وكنت دائما حريصة على تكثيف الأنشطة المدرسية والمحافظة عليها حسب تعليمات وزارة التعليم، ولكن معظم الأنشطة التي نقوم بها اعتيادية كمسابقات القرآن الكريم والشعر والرسوم بعيدة عن الرياضة، بالرغم من شغف طالباتنا لإدراج حصة رياضية ولو مرة واحدة في الأسبوع تتيح لهن الجري والقيام ببعض التمرينات السويدية المفيدة التي تنشط الجسد والذاكرة وتحفز التركيز والنشاط خصوصا أثناء ممارستها في الحصص الأولى أو في الطابور الصباحي. أملنا وحلمنا الآن أصبح على بعد خطوات بسيطة بعد أن أثلج صدورنا خبر تعيين الأميرة ريمه بنت بندر بن سلطان، إذ نتوقع من خلال هذا القرار الصائب والحكيم أن يتغير واقع الرياضة النسائية في المملكة وينشط دور المرأة في الرياضة للحفاظ على صحة بناتنا ورشاقتهن». وأضافت: «كيف لنا أن نرفض ونعارض هكذا فكرة رائعة تحمي مجتمعنا وبناتنا قبل كل شيء من أخطار عمليات التخسيس وتكاليفها الباهظة ونتائجها المدمرة التي أودت بحياة الكثيرات من بنات الوطن الباحثات عن الرشاقة، واستبدالها بما هو صحي وآمن للمرأة والمجتمع، ونتائجه ظاهرة بمقولة العقل السليم في الجسم السليم». لابد من التوعية أبدت المصورة المحترفة من حائل ريوف القاسم دعمها لنشر الوعي الرياضي والأنشطة الرياضية ابتداء من طالبات المدارس وحتى سيدات المنازل، من خلال إقامة أندية خاصة للرياضة النسائية وذلك لتحفيز الطالبات نفسيا وعقليا في المدارس والجامعات، من خلال بناء عقل سليم في جسم سليم، واستمرار النشاط الرياضي خارج المدارس لتحفيز الأمهات وسيدات المنزل للاهتمام برشاقتهن وصحتهن ولممارسة نشاط يحمي أجسامهن من الأمراض بدلا من إضاعة وقتهن في وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة أمراض السمنة وآلام الظهر والرقبة. وزادت: «لا شك أن وجود اسم الأميرة ريمه بنت بندر بن سلطان لدعم الأنشطة الرياضية النسائية سيكون أكبر حافز ومشجع لبنات وسيدات الوطن، باقتناص هذه الفرصة الذهبية التي لطالما انتظرناها بشغف». ستحارب السمنة وتؤكد الممثلة أسماء الحسن أنه لا يوجد ما يتعارض مع ممارسة المرأة للرياضة في المجتمع السعودي وفق ضوابط محددة يتم وضعها من قبل المسؤولين. وقالت: «انتشرت أمراض بسبب السمنة بين النساء السعوديات كالضغط والسكر وغيرها من الأمراض المزمنة، بسبب الأكل وقلة الحركة بين أوساط النساء، لذا رياضة المرأة يجب أن تكون ثقافة سائدة».