استضاف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الجمعة، نظيره العراقي حسين فؤاد حيث تم بحث مهمة الولاياتالمتحدة لمكافحة تنظيم داعش والجهود الأميركية العراقية المشتركة لإقرار الأمن والاستقرار في العراق. وأشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائه نظيره العراقي فؤاد حسين إلى أهمية العلاقة العراقية - الأميركية لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب، وشكل مهمة الجيش الأميركي في العراق، حيث تنطلق جولة رابعة من "الحوار الاستراتيجي" بين البلدين تزامناً مع وصول رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن يوم الاثنين للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن. وفي كلمته المشتركة مع أنتوني بلينكن، قال وزير الخارجية العراقي حسين فؤاد: "وجودنا هنا يركز على إجراء الحوار والنقاش مع الجانب الأميركي"، آملاً في أن تكون نتائج الحوار داعمة لهدف "تعميق التعاون المشترك بين واشنطنوبغداد". مضيفاً: "منطلقات الحوار تستند إلى العمل المشترك والاحترام المتبادل، والتعاون في مجالات واسعة، منها الأمني والعسكري والاقتصادي والطاقة والمجال الصحي ومكافحة كورونا، والعديد من المجالات الأخرى". ولفت وزير الخارجية العراقي إلى حاجة العراق المستمرة بالعمل مع التحالف الدولي والولاياتالمتحدة للاستمرار في مكافحة تنظيم داعش، مشيراً إلى استمرار التنظيم بنشاطاته العسكرية الإرهابية حيث هاجم تنظيم "داعش" مدينة الصدر في بغداد قبل أيام بعملية انتحارية ما يعكس خطر التنظيم القائم في العراق وماله من تأثير على المجتمع الدولي. كما شكر وزير الخارجية العراقي "دور الولاياتالمتحدة البارز في دعم العراق، عبر مجلس الأمن الدولي، عبر إرسال مراقبين للانتخابات". وبينما تتوعّد جهات مقرّبة من إيران منذ مقتل قاسم سليماني بإخراج القوات الأميركية من العراق، يقول الجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد ويتي لجريدة "الرياض": إن ما يبدو من اللحظات الأولى من هذه الجولة من الحوار هو أن المخرجات لن تأتي بجديد بل سيتكرر البيان البروتوكولي الذي يذّكر بإنهاء المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق ولكن دون سحب للقوات الأميركية فعلياً من الأراضي العراقية، وبالتالي لن يحدث ما سعت له الجماعات المقربة من إيران التي ترغب بالسيطرة على الساحة العراقية بعد طرد القوات الأميركية ولكن من الواضح أن كل هذا لن يتحقق لهم الآن على الأقل. وبحسب تسريبات الصحف الأميركية "وول ستريت جورنال" و"بوليتيكو" فإن البيان الختامي للحوار سيكرر الطلب العراقي ببقاء القوات الأميركية لتساعد القوات العراقية في مكافحة داعش وبالتالي ستبقى القوات الأميركية في العراق. لا تغييرات جذرية تختلف الأحزاب العراقية فيما بينها حول رؤيتها للوجود الأميركي في العراق ومستقبله، حيث ترغب الأطراف المقربة من إيران بتوسيع مساحة سيطرتها الأمنية والاقتصادية على مقدّرات العراق، بينما ترغب الأطراف المتضررة من النفوذ الإيراني ببقاء القوات الأميركية على الأراضي العراقية أملاً بضغط أميركي ضد الوجود الميليشياوي في العراق. يقول الجنرال ديفيد ويتي: إن الحوار الحالي لن يغير الوضع على الأرض بشكل جذري، حيث تستمر الولاياتالمتحدة بوصف دورها في العراق بالدور "الاستشاري" والدعم "لسيادة العراق والقوات العراقية" دون أن تنسحب جذرياً، وهذا ليس بالأمر الجديد بل يتكرر منذ العام 2018، وذلك لأن نقطة التحول في السياسات الأميركية في المنطقة ستكون بعد انتهاء المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي. مضيفاً: مما نراه اليوم فإن هذه المفاوضات تصطدم بالكثير من العقبات والأبواب الموصدة وهذا يعني مضي إيران قدماً بالانتهاكات المتعلقة ببرنامجها النووي وهذا ما يبقي الولاياتالمتحدة في المنطقة لوقت أطول، فإذا فشلت المفاوضات بشكل نهائي وتأكدت إدارة بايدن بأن الحلول الدبلوماسية غير ممكنة سيكون هناك دراسة جدية للخيارات العسكرية محددة الأهداف والتي ستستهدف برنامج إيران النووي لأن الولاياتالمتحدة لن تمتلك أي حل آخر ولذلك هي ترغب ببقاء نفوذها حاضراً على الأراضي العراقية. وإلى جانب خشية الولاياتالمتحدة من النفوذ الإيراني، وما قد يترتب على فشل المفاوضات مع "إيران" يقول ويتي: "لا شيء يقلق الولاياتالمتحدة اليوم أكثر من النفوذ الصيني المتصاعد في مناطق النفوذ الأميركي وفي مقدمتها العراق"، مضيفاً: "متغيرات كثيرة تحدث على الأراضي العراقية فيما يتعلق بتصاعد الوجود الصيني، حيث انسحبت مؤخراً شركات النفط الغربية من وسط وجنوب العراق مثل اكسون موبيل، وشيل لتحل محلها الشركات الصينية بعد عدة هجمات إرهابية على منشآت النفط الأميركية وتقارير متكررة عن ضغوطات من ميليشيات إيران على الشركات الأميركية ما يهدد وجودها ووضعها الأمني في العراق".