تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم السماح لإيران بتطوير أسلحة نووية. وقال بايدن: "ما يمكنني قوله لكم هو أن إيران لن تحصل أبدا على سلاح نووي في عهدي". كما شدد أن بلاده "مازالت مصممة على مواجهة نشاط إيران الخبيث ودعمها للوكلاء الإرهابيين، الأمر الذي له عواقب مزعزعة للاستقرار في المنطقة". وجاءت تصريحات بايدن بعد يوم من أمره بشن ضربات جوية على المواقع التي تستخدمها جماعات مسلحة مدعومة من إيران على الحدود العراقية السورية. وقال بايدن إن هذه الجماعات مسؤولة عن هجمات على أفراد أميركيين في العراق. وتجري مفاوضات في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. وبعد انسحاب الولاياتالمتحدة من جانب واحد من الاتفاق في عام 2018، أدارت طهران ظهرها للقيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب الاتفاق. ثم وسعت إيران أنشطتها النووية تدريجيا بما يخالف الاتفاقات وقيدت عمليات التفتيش النووي الدولية. ويحاول دبلوماسيون من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسياوالصين التوسط بين الولاياتالمتحدةوإيران في المحادثات الجارية في فيينا منذ أبريل بهدف إنقاذ الاتفاق النووي. ويعتبر بايدن الرئيس الأميركي السادس الذي يستهدف الميليشيات المدعومة ايرانياً داخل العراق رغم رغبة ادارة بايدن بالتزام الصبر والدبلوماسية مع إيران ما يعكس زيادة القلق الأميركي والدولي من السلوك الميليشياوي الإيراني. وبحسب "جيسون برودسكي" المحلل في معهد "واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" فإن هذه الضربة الأخيرة المستهدفة لميليشيات تابعة لإيران تنبئ بنهج جديد لادارة بايدن مع القوات المدعومة ايرانياً، حيث كانت الإدارة قد رفضت قبل أشهر مقترحاً تقدّم به بريت ماكغورك، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط طالب فيه باستهداف قوات مدعومة ايرانياً داخل العراق. مضيفاً، لم تكن ادارة بايدن ترغب بالتصعيد في العراق لذلك رأيناها تستهدف الميليشيات في الأراضي السورية قبل أشهر، لتتطور الضربات هذه المرة وتدخل الأراضي العراقية ما يدل على خطر شديد بدأت تلمسه الولاياتالمتحدة من النفوذ الإيراني. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان إن مواقع تابعة لكتائب حزب الله وسيد الشهداء المدعومة ايرانياً في سورية تعرّضا للقصف بالاضافة الى مواقع أخرى للميليشيات نفسها في الأراضي العراقية، معلناً عن موافقة بايدن على توجيه المزيد من الضربات العسكرية للميليشيات المدعومة ايرانياً لتعطيل وردع قدرتها على شن الهجمات بالمسيرات "الدرونز". وبينما أعلنت إيران يوم الاثنين عن تطويرها لطائرة مسيّرة "درون" بعيدة المدى، قال جريج كارلستون، المحلل لمجلة "ايكونوميست" الأميركية أن هذا الاعلان يأتي من النظام الايراني الذي أعلن العام الماضي بأنه ابتكر جهاز مغناطيسي يكشف كوفيد عن بعد وبالتالي يجب أن نأخذ ادّعاءات هذا النظام حول قدراته التكنولوجية بالكثير من التشكيك وعدم الثقة. مضيفاً، النظام الإيراني يعرف أن واشنطن قلقة من البرنامج النووي فيسارع النظام الى التصريح بتطوير قدراته النووية، واليوم تدرك طهران قلق واشنطن والمنطقة من حرب المسيّرات لذلك نرى مثل هذا الإعلان الذي تحاول من خلاله إيران تضخيم قدراتها وكل ذلك في سبيل الضغط على واشنطن لتعود الى الاتفاق النووي ورفع العقوبات. ويلفت كارلستون إلى أن مثل هذه التصريحات وتزامنها مع الهجوم الأخير على ميليشيات إيران سيصعّب ويعقّد امكانية العودة الى التفاهم مع إيران حول البرنامج النووي أو الملفات الاقليمية وبذلك تخسر ايران المزيد من الوقت المتاح مع الادارة الحالية المنفتحة على التفاوض لرفع العقوبات. من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة صحفية نشرت الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة تأمل في علاقات أكثر استقرارا ونفعا مع روسيا، لكن إذا واصلت موسكو "الهجوم" فإن واشنطن سترد. وقال بلينكن لصحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية: "إذا استمرت روسيا في الهجوم علينا أو التصرف على غرار ما فعلته في هجمات سولار ويند الإلكترونية والتدخل في انتخاباتنا والاعتداء على نافالني، فسوف نرد". وأضاف بلينكن أن الصين هي "الأكثر تعقيدا" عندما يتعلق الأمر بالعلاقات، لكنه أضاف أن الولاياتالمتحدة لن تطلب من أي دولة أن تختار بين البلدين.