برز في منطقة نجران موقع "حمى الأثرية" إحدى المواقع الأثرية التاريخية التي تميزت بها المنطقة جنوب المملكة، ويقع في الشمال من نجران بنحو 130 كيلومترًا، محتويًا على عدد من المواقع الأثرية كجبل "صيدح" وجبل "حمى" وموقع "عان جمل" و"شسعا" و"الكوكب"، فضلا عن النقوش والرسوم التي كانت بمثابة أولى محاولات الإنسان لكتابة الأبجدية القديمة. وكانت النقوش والرسوم الصخرية شاهدًا تاريخيًا على محاولات الإنسان لكتابة الأبجدية التي عرفت بالخط المسند الجنوبي الذي أدت التجارة إلى انتشاره حيث أصبحت المنطقة الممتدة من آبار حمى مسرحاً للقوافل التجارية كجزء من الطريق البحري القديم، وكان الذين يرتادون هذا الطريق يسجلون ذكرياتهم ورسومهم بالخطين الثمودي والمسند الجنوبي، وذلك على امتداد الطريق وحول مصبات المياه والكهوف وفي سفوح الجبال عند آبار حمى. ويضم موقع حمى الأثري أيضاً سبعة آبار منها الحماطة وسقيا والجناح وأم نخلة والقراين، وأغلبها قد حفر في الصخور، وعدّت من معالم الحضارة والتاريخ العتيق لهذا المكان، ويحيط بها الكهوف والجبال من جميع الجهات عدا الجهة الشرقية، وهي مليئة بالرسوم والنقوش الصخرية التي تشتمل على الرسوم الآدمية والحيوانية. كما أن هناك أكثر من 34 معلماً وموقعاً أثرياً تنتشر حول تلك الآبار ما بين مساكن بدائية وإنشاءات أثرية، ولا زالت تلك الآبار منذ القدم وحتى يومنا هذا مليئة بالمياه العذبة الصالحة للشرب.