توقعات قوية حول أمر الطلب العالمي على النفط في 2021، بارتفاع بمقدار 4.3 ملايين برميل يومياً، ليصل إلى إجمالي 96.3 مليون برميل يومياً، مع توقعات نموه في 2022 بمعدل 3.2 ملايين برميل يومياً ليعود بحلول الربع الأول 2022 إلى مستويات 2019. بيدا أن هذه التوقعات لفريق تنبؤات "كابسارك" لأسواق النفط للربع الثاني، 2021 الصادر يوم الأحد عن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك"، تعد أقل تفاؤلا من توقعات الوكالة الدولية للطاقة، ومنظمة أوبك، وإدارة معلومات الطاقة الأميركية. وتوقع الفريق أن تقود آسيا عملية انتعاش الطلب الإقليمي على النفط في 2021، بقيادة الطلب الصيني الذي بلغ في الربع الرابع العام الماضي 15.6 مليون برميل يومياً، وتوقع عودته لمستوياته الطبيعية واستقراره عند 14.6 مليون برميل يومياً في الربع الجاري، مع استمرار تراكم المخزونات بامتصاصها أكثر من 1.4 مليون برميل يومياً في الربع الماضي. فيما يتوقع أن تحقق الولاياتالمتحدة أكبر معدل نمو بين جميع الدول المنفردة بنحو 1.15 مليون برميل في اليوم. إلا أن هذه التوقعات تظل مرهونة بدرجة كبيرة بمدى نجاح تدابير احتواء الفيروس مع افتراض أن ستتم السيطرة الكاملة على الوباء بنهاية الربع الجاري، وتوقع أن يشهد هذا الربع نموا كبيرا في معدل الطلب الفصلي المقارن ليبلغ 1.9 مليون برميل يومياً، مما يعد تحسنا كبيرا مقارنة بمعدل الربع السابق، وعلى الرغم من أن تقديرات الربع الجاري البالغة 95.8 مليون برميل يومياً لا تزال أقل من مستويات 2019، إلا أنها لا تزال أعلى بمقدار 10 ملايين برميل يومياً (على أساس سنوي) من مستويات عمق الأزمة في 2020 عندما تراجع الطلب العالمي بسبب إجراءات الإغلاق التي فرضت حينها. وستتمثل العوامل المحركة للنمو الكبير للطلب في هذا الربع، باستمرار الانتعاش الاقتصادي وأنماط الاستهلاك الموسمية، وتوقع أن يأتي النمو الفصلي الأكثر أهمية من أميركا بنحو 800 ألف برميل يومياً، تليها منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة النمو الموسمي للمملكة العربية السعودية بنحو 600 ألف برميل في اليوم. وكذلك من المتوقع، أن تشهد جميع المناطق بصفة عامة نموا ربع سنوي في الربع الجاري، باستثناء آسيا، التي يتوقع تراجع الطلب فيها بنحو 400 ألف برميل يومياً، وتوقع أن تقود الصين عمليات الانخفاض هذه، حيث أدى تشبع مخزوناتها إلى تراجع معدلات طلبها على النفط. كما يتوقع أن يأتي ثاني أعلى انخفاض في الطلب من كوريا الجنوبية متماشيا مع مستويات طلبها الموسمي الطبيعي. كذلك من المتوقع نمو إجمالي المعروض من النفطي العالمي في 2021 بمقدار مليون برميل يومياً بالتزامن مع انتعاش أقوى في 2022 قدره 3.4 ملايين برميل يومياً وتوقع أن يتحمل أعضاء تحالف "أوبك+" القسط الأكبر من عمليات انتعاش العرض في العام الجاري، إذ إن زيادة العرض لن تكون مدفوعة بالمشروعات الجديدة، وإنما من خلال زيادة الطاقة الإنتاجية الحالية. ومن جانب آخر، وافق تحالف "أوبك+" في اجتماعهم في أبريل الماضي على زيادة الإنتاج بما لا يتجاوز 500 ألف برميل يومياً مع تعديلات أولية لشهر مايو ويونيو ويوليو 2021 المحددة بمقدار 350 ألف برميل يومياً، و450 ألف برميل يومياً على التوالي. كما توقع فريق تنبؤات "كابسارك" نمو إنتاج تحالف "أوبك+" لجميع السوائل لهذا الربع الثاني، 2021 بنحو 700 ألف برميل يومياً، ونحو 1.4 مليون برميل يومياً في الربع الثالث بما في ذلك التخفيض المقرر في عمليات الخفض الطوعية الإضافية للسعودية، استنادا لافتراض أن أهداف تحالف "أوبك+" لشهر يوليو المقبل لا تزال سارية أي طوال الربع الثالث. ومن المتوقع أن يحذو مسار تخفيف الإنتاج المسار نفسه في الربع الرابع، 2021، بنحو 500 ألف برميل في اليوم، قبل أن يتوقف في الربع الأول، 2022، وسوف ينعكس هذا بصورة مؤقتة، نظرا لتقليل موسم الشتاء من نمو الطلب، وتركيز أعضاء تحالف "أوبك+" على الحفاظ على العجز في المخزون ليصل إلى "مستوياته العادية" المتمثلة في متوسط مستويات خمس سنوات قبل الجائحة. وعلى الرغم من أن الفترة المقبلة تحمل إمكانية للإنتاج الإضافي، إلا أن النفط الصخري في الولاياتالمتحدة الأميركية يمثل مفتاحاً رئيساً للانتعاش المحتمل ويضيف قدرا كبيرا من عدم اليقين بشأن توقعات العرض. غير أن من المتوقع استمرار تراجع إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة في العام الجاري بمقدار 220 ألف برميل يومياً على أساس سنوي، مع توقع نمو العام المقبل يتراوح ما بين 700 - 800 ألف برميل يومياً. إلا أن هذه التوقعات تتوقف على مدى استمرار انتعاش عمليات الحفر من أجل معالجة معدلات التراجع الراهنة وفصل الشتاء القارس المنصرم في ولاية تكساس. كذلك تشير اتجاهات العرض والطلب هذه إلى متوسط سحب عالمي من المخزونات العالمية في العام الجاري قدره 1.1 مليون برميل يومياً، وآخر في 2022 بمعدل 800 ألف برميل يومياً، ويأتي هذا بالتزامن مع حدوث انخفاضات فصلية للأرباع الثمانية المقبلة تتراوح ما بين 0.1 - 1.9 مليون برميل يومياً. ولاحظت "كابسارك" مجددا أن توقعات التوازن الحالية لعام 2021 تفترض أن أعضاء تحالف "أوبك+" سيزيدون الإنتاج بمعدل تدريجي، إضافة إلى أن برامج التطعيم باللقاحات ستتيح المزيد من الانتعاش الاقتصادي، مع إمكانية التحكم في انتشار السلالة الجديدة لكوفيد- 19 بحلول نهاية الربع الثاني الحالي مع عدم ظهور موجات رئيسة جديدة من الفيروس بعد هذا الربع. ويفترض محللو ومتنبئو "كابسارك" استنادا إلى الاختلالات المتوقعة في 2021، أن تحالف "أوبك+" قد يواجه بعض التحديات خلال الأرباع الثمانية المقبلة، لا سيما وأن موسم شتاء 2021 /2022 يرافقه خطر توفير فائض نفطي بسبب تراجع الطلب الموسمي والانتعاش المتواضع للإمدادات الواردة من الدول خارج تحالف "أوبك+"، مما قد يستلزم تحالف أوبك في الربع الأول 2022 إجراء خفض مؤقت قدره 500 ألف برميل في اليوم للحفاظ على استقرار الأسعار وعمليات السحب. ويمكن أيضا للسوق، بافتراض إجراء هذا التعديل الطفيف، أن تحافظ على عجز يبلغ نحو 100 ألف برميل في اليوم للربع الماضي حتى الربع الثاني، 2022. ويمكن أن يؤدي التيسير البطيء والُمقاس على مدار الأرباع الأربعة المقبلة إلى المحافظة على استقرار السوق وستشهد قدرة أكبر على زيادة الإنتاج اعتبارا من صيف 2022. وقد يمنح احتمال استمرار عمليات السحب من المخزونات إلى ما بعد منتصف 2022 الدول الأعضاء في تحالف "أوبك+" مجالا أكبر لزيادة الإنتاج في وقت لاحق في فترة التنبؤ من دون تعريض الأسعار للخطر. وكما هو الحال دائما، ستكون معدلات الامتثال لتحالف "أوبك+" عاملاً مهماً يدفع الإنتاج إذا تحسنت الأسعار، واختبرت الحقائق المالية عزيمة بعض الدول الأعضاء. وتتوقع "كابسارك" في ظل هذه الافتراضات انخفاض مستويات المخزونات المستهدفة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بمقدار 56 مليون برميل في اليوم، وأن تصل في العام الجاري ل 4579 مليون برميل يومياً، وترتفع في 2022 بمقدار 36 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع أيضا وصول مستويات المخزونات الفعلية في 2021 ل4664 مليون برميل يومياً، وحدوث المزيد من الانخفاض في 2022 بمقدار 108 ملايين برميل يومياً، وتراجعها إلى ما دون المستويات المستهدفة بحلول الربع الأول 2022 ما يخلق بيئة مواتية لتحقيق استقرار الأسعار.