هبطت أسعار النفط أكثر من 1 ٪ يوم الثلاثاء، لتواصل التراجع الذي بدأ الأسبوع الماضي، في حين لا يزال معتدلاً لمستويات ما قبل الجائحة فوق الستين ببضع دولارات، وتجاوزها حينما لامس السبعين دولارا في الأيام السابقة. وجاء الهبوط وسط مخاوف من أن تحالف "أوبك+" قد يوافق على زيادة المعروض العالمي في اجتماعه غداً الخميس حيث يرأس وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة خفض الإنتاج لدول منظمة أوبك بقيادة المملكة، وشركاتها من خارج أوبك، بقيادة روسيا. ومن المنتظر إصدار اتفاق جديد يوضح سياسة الإنتاج لشهر أبريل وما بعده بعد انتهاء اتفاقية الثلاثة أشهر المحدثة بنهاية مارس الجاري التي خففت قيود العرض بواقع 500 ألف برميل من 7,7 ملايين برميل في اليوم إلى 7,2 ملايين برميل في اليوم، وقد أدت مفعولها في توازن العرض والطلب ودعم تكافؤ المخزونات وتحسين بيئة النفط ودعم أساسيات السوق وانتعاشه سوق الطاقة العالمي والاقتصاد الدولي بشكل عام. كما اقترن الهبوط الطفيف لأسعار النفط مع احتمال تراجع الطلب الصيني مع تخلي المستثمرون عن صفقات شراء طويلة تحسبا لاحتمالية تغيرات قد تطرأ في دورة الجائحة، والظروف الجيوسياسية التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط وهي أكبر منطقة إنتاج وتصدير للبترول في العالم. ومع ذلك استقرت العقود الآجلة لنفط خام برنت تسليم 21 أبريل بقيمة 65,95 دولارا للبرميل، فيما بلغت لخام غرب تكساس الوسيط لنفس الفترة الآجلة 60,64 دولارا للبرميل. وقال هيرويوكي كيكوكاوا، المدير العام للبحوث في شركة نيسان للأوراق المالية، إن المستثمرين قلقون من أن منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاءها، مجموعة تعرف باسم أوبك +، ستعزز إنتاج النفط. وقال، "ظلت أسعار النفط تحت الضغط حيث يجري المستثمرون تعديلات على أوضاعهم قبل اجتماع أوبك +" التي تجتمع غدا الخميس ويمكن أن تناقش السماح بعودة ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا من الخام إلى السوق. ووجد مسح موثوق أن إنتاج نفط أوبك انخفض في فبراير مع إضافة خفض طوعي من جانب السعودية إلى التخفيضات المتفق عليها بموجب اتفاق أوبك+ السابق، منهيا سبع زيادات شهرية متتالية. وقال كيكوكاوا إن معنويات السوق تراجعت أيضًا بسبب بيانات التصنيع الضعيفة من الصين. وتراجع نمو نشاط المصانع في الصين إلى أدنى مستوى له في تسعة أشهر في فبراير، مما قد يحد من الطلب الصيني على الخام ويضغط على أسعار النفط. في وقت يتحسّب تحالف أوبك + لعمليات انتعاش عروض النفط في عام 2021، حيث إن من المتوقع نمو إجمالي المعروض من النفط العالمي في عام 2021 بمقدار 650 ألف برميل في اليوم بالتزامن مع انتعاش أقوى في عام 2022 قدره 3,4 ملايين برميل في اليوم، بحسب بيانات مركز الملك عبدالله للدراسات والأبحاث البترولية "كابسارك" في تنبؤاته لأسواق النفط للربع الأول من 2021. ومن المحتمل ألا تكون المكاسب مدفوعة بالمشاريع الجديدة، وإنما من خلال تكثيف الأصول الموجودة. وتحظى اتفاقية أوبك + بقوة أكبر منتج ومصدر للنفط الخام في العالم المملكة، وإلى جانبها روسيا ثاني أكبر المنتجين حيث يشكل إنتاج البلدين أكثر من 20 % من الإنتاج العالمي ويقود البلدان اتفاقية "إعلان التعاون" لخفض الإنتاج العالمي المشترك في سياق صفقة أوبك + التي خفضت عشرات بلايين البراميل من السوق منذ بدء سريان الاتفاقية في مايو 2020 وتمتد إلى أبريل 2022. ومن جانب آخر، وافق اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة خفض الإنتاج الذي عقد في شهر يناير على أن تزيد روسيا وكازاخستان الإنتاج بمقدار 75 ألف برميل في اليوم لشهري فبراير ومارس، بينما تطوعت المملكة العربية السعودية بتخفيض مليون برميل إضافي على المدى القصير لشهرين فبراير ومارس. في حين لا يوجد توجيه رسمي بعد هذه الفترة، وسيتم اتخاذ جميع القرارات على أساس شهري بما يعكس أحوال السوق. وتهدد إعادة الإنتاج بكامل طاقة دول أوبك + بعد شهر أبريل بزعزعة استقرار الجهود المبذولة في عام 2020 وتراجع الأسعار إلى مستويات شهر مايو في العام ذاته. ومن ثم تفترض بيانات "كابسارك" زيادة تدريجية في الإنتاج بين جميع الدول الأعضاء حتى عام 2022، مع توقع أن يعتمد المسار الفعلي لاستعادة إنتاج أوبك وشركائها في الفترة ما بين 2021 - 2022 على مدى سرعة استنزاف المخزونات.