الاحترام هو إظهار تقدير ومعاملة حسنة وطيبة للآخرين، وذلك بواسطة مجموعة طرق وأساليب تؤدي للحصول على محبة ومودة واحترام الآخرين. الاحترام جزء لا يتجزأ من تكوين أي مجتمع، يضم المجتمع المتقدّم هذا الأمر المهم في أولويات عمله، ولا يقتصر الاحترام على شريعة سماوية أو ديانة معينة أو سياسة خاصة في دولة ما، وإنما هو جزء من أخلاق المجتمع. الاحترام من الأخلاق الأساسية للإنسان، وهذا الذي يميزه عن غيره من المخلوقات الأخرى، إن الفرد نواة الاحترام ونقطة بدايته في هذه المنظومة الواسعة، حتى تطورت هذه الصفة الحميدة وصارت ثقافة في حد ذاتها، ولدى كل إنسان في المجتمع ثقافته وخبراته التي تكونت من تجاربه الممتدة واطلاعه المتواصل، فالتصرفات التي تعبر عن الاحترام للآخر تتضمن محاولة لفهمه والقيام برد فعل تجاه أحاسيسه وأفكاره. إن قيمة الاحترام من القيم الإنسانية العامة التي اهتمت بها كل الأديان السماوية، فالاحترام بين الناس هي القيمة التي تجعل الإنسان يستطيع عمل علاقات تربطه بغيره من الأفراد، فتنجح العلاقات الاجتماعية وينجح المجتمع ككل، عندما يحترم الإنسان حقوق الآخرين المعنوية في الكرامة والحرية والديانة، وكذلك حقوقه المادية كحقه في العيش بسلام، وعندها سوف تسود روح المحبة في المجتمع. الاحترام قيمة إنسانية عامة أولتها البشرية عناية واهتماماً، لكن الإسلام أعطاها مكانة كبيرة جعلتها تمتد لتشمل كثيراً من العلاقات التي تربط بالمسلم بغيره، بل امتدت لتشمل المجتمع والعلاقات الاجتماعية، إن الاحترام إحدى القيم الأساسية في الدين الإسلامي ويَصعب الاستغناء عنها أو تسيير أمور الحياة من دونها، واحترام مشاعر الآخرين والتّعامل الراقي والمتحضر معهم صناعة إسلامية. والاحترام هو الالتزام بالأخلاق الحميدة تجاه شخص ما، وهناك الكثير من أنواع الاحترام المتمثل في احترام الذات واحترام الآخرين واحترام القواعد والقوانين واحترام حرية الغير، فمن يرغب بأن يحترمه الآخرون عليه أن يبدي الاحترام لنفسه أولاً ويتصرف باحترام مع الآخرين. الاحترام يشيع روح المحبة والود بين أفراد المجتمع، وتعدد مظاهر الاحترام واختلافه من مجتمع لآخر يعود للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، فالمجتمع المتقدم مجتمع يحترم صغيره وكبيره، ومن أهم مظاهر احترام الآراء هو التزام الشخص بآداب الحديث وتجنب التعصب والاستهزاء والسخرية أو التهميش وعدم الاهتمام بآراء الآخرين. الاحترام له دور إيجابي في تطوير وتحضر الشخصية الإنسانية التي هي حجر الأساس واللبنة الأولى في بناء مجتمعات وحضارات إنسانية راقية متقدمة ومتطورة، وإذا كان الاحترام من العادات الحميدة التي يجب على الفرد التمسك بها في شؤون حياته كافة، فإن الأمر لا يختلف كثيراً على مستوى المجتمع، بل إن قيمة الاحترام تخطت ما هو أبعد من ذلك وصارت الأساس المتين لأي علاقات دولية ناجحة. الاحترام تعبير يحتوي على أحد الأسس الأكثر أهمية للمجتمع الصالح، ويعد هذا الحق أساسًا تنبثق عنه جميع الحقوق الأساسية للإنسان، بالاحترام ترتقي الشعوب وتتقدم نحو آفاق النجاح والعلو، مكوناً نسيج مجتمع قوي متماسك، الاحترام هو تقدير الإنسان للآخر بغض النظر عن لونه أو نسبه أو ثقافته، بل التقدير راجع لصفته الإنسانية، الاحترام مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتوفر قيم الكرامة الإنسانية التي تقود إلى التماسك الاجتماعي. * الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها جامعة عالية، كولكاتا - الهند