الحب والاحترام من العوامل الأساسية لأي علاقة صحيحة بين الأفراد فإذا أنعدم أحدهما فقد يحدث خلل في العلاقة تبعاً لطبيعة تلك العلاقة بين أولئك الأفراد وقوتها، ولكن بعض العلاقات يجب أن يتوفر فيها العنصرين الحب والاحترام فالعلاقة الزوجية يجب أن تبنى في الأساس على الحب والاحترام إذ لا يكفي أحدهما ولا يغني أحدهما عن الآخر، والعلاقة بين أفراد الأسرة يجب أن يكون أساسها أيضاً الحب والاحترام أما العلاقات الاجتماعية العامة فيمكن أن تبنى في الأساس على الاحترام والتقدير ويبقى الحب قضية أخرى واختيار يمكن أن يشمل بعض الأفراد وقد لا يشملهم. البعض يرى بأن الاحترام من الأخلاق والقيم الحميدة التي يعبر بها الإنسان تجاه كل ما حوله بغض النظر من هم وما طبيعة العلاقة التي تربطه بهم، وهو سلوك أساسي يجب أن يتم في كل المعاملات ومع جميع الأفراد سواء نحبهم أو لا أو حتى أولئك الذين لا يحسنون التعامل مع الآخرين، فاحترام الآخرين لا يأتي بالتلقين أو من خلال التعليم أو الدراسة في كبرى الجامعات العالمية، بل يأتي في الأساس من التربية في الصغر ومن المنهج الذي يعيش به الإنسان مع أسرته وفي بيئته ومجتمعه ومن السلوكيات التي تلقاها من قبل والديه ونشأ عليها، ومن يحترم الآخرين يجب أن يكون بداية محترمًاً لنفسه وشخصيته وسمعته فمن لا يهتم بذلك كله فلن يستطيع أن يحترم الآخرين حتى لو كان يعيش في بيئة مخملية غنية وراقية أو ضمن (نخبة) من أفراد المجتمع، ولذلك نجد في بعض الأحيان بعض الأميين لديهم من الاحترام والتقدير وحب الآخرين لهم ما يتجاوز ما لدى بعض المثقفين وأصحاب المال، فمن يحترِم غالباً يُحترم وهذه قاعدة عامة في التعامل مع الآخرين وهو شعور متبادل فكلما تعاملت مع الآخرين باحترام وحرصت على تقديرهم كلما بادلوك بنفس الشعور. ثقافة الاحترام في مجتمعنا قضية هامة ليست فقط في الأماكن العامة ومقرات العمل وبين الموظفين، ولكن في كل مكان، فالاحترام ليس وجاهة أو استعراض بل هو منهج حياة ومن الضروري أن يعمل الإنسان على أن يحترم الآخرين احتراماً حقيقياً ونقياً تفرضه عليه أخلاقه وسلوكياته دون تملق أو تسلق أو نفاق أو رياء، ولا يكون احترامًا لمصلحة ما فينتهي فور انتهاء تلك المصلحة، ولا يكون احتراماً لفئة دون أخرى بل للجميع وفي كل الأوقات والظروف والحالات ومع كل الناس، هو احترام فطري ينمو معنا ونكبر معه ويكون بالنسبة لنا كالهواء والماء ونربي عليه الأجيال لنجعل حياتنا تنبض بالاحترام والتقدير يوماً بعد يوم.