القيادة في عالم كرة القدم ليست قطعة قماش توضع على الذراع الأيسر وحسب، بل يجب على كل من يرتديها أن يكون قادراً على تحمل المسؤوليات، كما أنها تُلزم كُل من يرتديها بأن يرفع من معنويات الفريق لأنه يمثل روح الفريق وأحياناً يكون صارماً مع زملائه، ولا يقتصر دوره داخل المستطيل الأخضر فقط، فحاملها له دور كبير في غرفة الملابس ومناقشة احتياجات اللاعبين. فالإسباني سيرخيو راموس مدافع ريال مدريد يعد واحداً من أفضل القادة التي عرفهم التاريخ، لأنه يمتلك كاريزما عالية وشخصية قوية في تعامله مع اللاعبين، وهو رجل النهائيات الصعبة حيث سجل في ثمانية نهائيات، كما أنه أحد أهم الأسباب في رجوع الريال لاعتلاء دوري أبطال أوروبا، ففي عام 2014م ومن أمام الغريم التقليدي أتلتيكو مدريد سجل برأسية قاتلة في الوقت البدل الضائع، لتحول الكأس من فيستني كالديرون إلى السنتياغو برنابيو، وأُطلق عليه لقب "رجل العاشرة"، التي مهدت الطريق نحو تحقيق "المرينجي" لدوري الأبطال ثلاث مرات متتالية. والآن نشاهده يرحل بعد أن قضى ستة عشر عاماً بين أسوار "الملكي" لتنتهي مسيرة القائد الأعظم خلال العقد الأخير مع "القلعة البيضاء" التي بدأها مع الفريق في عام 2005م، لكنه لن يرحل من قلوب وعشاق محبيه، وانتهت هذه المحطة بعد 671 مباراة والتي جعلته يحتل المرتبة الرابعة كأكثر من لعب بقميص الريال بعد كل من راؤول ب741، وايكر كاسياس ب725، ومانولو سانتيش ب710 مباراة، وساهم "القيصر" ب 141 هدفاً، مسجلاً 101، وصنع 40، وهذه أرقام مرعبة للاعب يلعب في مركز قلب الدفاع، وحصل على اثنين وعشرين لقباً. فوجود الأسطورة راموس في أرضية الميدان مؤثر لأنه يعطي الأمان للاعبين، ويمتلك روحاً وقلباً وقتالاً وقيادة وشخصية تنعكس على الفريق، فالريال خسر القيادة قبل أن يخسر خدماته، لأنه لا يوجد من يعوض رحيله وقيادته، فله مكانة خاصة في قلوب محبيه، لأنه لا يوجد قائد حقيقي من بعد الأسطورة راموس في الريال، وقد نشاهد تشتتاً في الفريق، كما حدث للغريم التقليدي برشلونة الذي عانى من بعد رحيل قائدة كارلوس بويول من تخبطات وعدم استقرار، ولأول مرة منذ مئة عام يحمل شارة القيادة في الريال لاعب غير إسباني للموسم المقبل، وقد نشاهد واحداً من هؤلاء الأربعة يحمل شارة القيادة، وهم البرازيلي مارسيلو، أو الفرنسي كريم بنزيما، أو الألماني توني كروس، أو الكرواتي لوكا مودريتش. فقد تكون وجهته إلى الدوري الإنجليزي عبر بوابة مانشستر سيتي، أو إلى الدوري الفرنسي مع باريس سان جرمان، لأن هذين الفرقين هما المرشحان الأبرز لكسب خدماته، فهنيئاً لمن يكسب خدماته لأنه سيكسب القيادة قبل كل شيء. راموس