قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يعرف حق كبيرنا"، ورأى بعض الفقهاء أن ضرب الزوجة غير مسموح به في الإسلام بشكل مطلق لقوله النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تضربوا إماء الله" (أي النساء) وهنا يوضح لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذو ذوق رفيع في تعامله، وأن ديننا يمنعنا من هذا السلوك، ولم يكن الضرب وسيلة للتعامل قط، بل الرحمة والألفة تحكم علينا، وفصّل الخبراء العنف الأسري إلى قسمين: العنف اللفظي.. كالشتم والاستهزاء وما شابه ذلك، والقسم الثاني العنف البدني.. ويشمل التحرش البدني، والضرب، موضحين أن ظاهرة العنف تعكس في طياتها الانحطاط الأخلاقي والفقر الاقتصادي، وضعف الحجة والبرهان، لأن الإنسان السويّ خلقيا، والقوي فكريا لا يحتاج إلى العنف، بل الحجة والبرهان. وتبرز في وسائل التواصل الاجتماعي العديد من حالات العنف في تصرفات مختلفة يقتصر بعضها على إطلاق كلمات نابية جارحة تجاه الطفل أو زوجة بينما تتخطى بعض الحالات الخطوط الحمراء لتصل إلى التعدي بالضرب والإيذاء الجسدي الذي قد تعالج أضراره الجسدية في أيام معدودة، لكن أعراضها النفسية والمعنوية تبقى مصاحبة للمعنّف طوال حياته، فأقرّت الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية العديد من التشريعات والتنظيمات، وأوجدت اللجان المعنية لمتابعة حالات العنف الأسري وتوعية المجتمع بأخطارها. واستطلعت "واس" آراء مختصين في الجوانب الشرعية والاجتماعية والنفسية حول هذه السلوكيات ودوافعها فأكد وقال الدكتور عبيد العبيد: إن الناس الذين جعلوا بيوتهم شقاءً وعذاباً لا يعرفون التغاضي ولا التسامح، ولا أسلوب الترغيب، لا يعرفون سوى التهديد والوعيد، والضرب الشديد، سواءً من الأب أو الأم، وهذه مخالفة صريحة لأمر الله، فالله عز وجل يقول: (وعاشروهن بالمعروف)، وقال سبحانه وتعالى: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً)، وخير قدوة لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم، فقد مات عن تسعة من النساء، وتربى في بيته عدة أطفال منهم: الحسن والحسين رضي الله عنهما، فما كان يؤدب أحداً بالضرب أبداً، وإنما كان يؤدبهم بالأخلاق الحسنة، مستدلاً بنهيه صلى الله عليه وسلم عن الضرب، وخاصة في الوجه، فقال (لا ترفع العصا على أهلك وأخفهم في الله عز وجل) رواه الطبراني، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه) أخرجه البخاري.