تصوير: فايز المطيري دعا أخصائيون اجتماعيون ونفسيون وأمنيون إلى الحذر من المخاطر الجسيمة التي يسببها العنف الأسري على وحدة الأسرة والمجتمع, مبينين أن العديد من حالات العنف الأسري كانت سبباً في تفكك الأسرة ونشوب الخلاف بين الزوجين أو انفصالهما, وعدت جرمًا يخالف الشرع القويم, والسلوكيات والقيم الحميدة التي حثّ عليها ديننا الإسلامي. ويعاني معظم المجتمعات من تفشي ظاهرة العنف الأسري التي تهدّد كيان الأسرة وتركيبها، ويفكك لحمتها لكن الشريعة الإسلامية حثت المسلم على التحلّي بالأخلاق الحميدة والرحمة, اقتداءً بالمصطفى صلى الله علية وسلم الذي قال: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يعرف حق كبيرنا"، وفي حديث آخر "من لا يرحم لا يُرحم ", كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ضرب وجوه الزوجات، فعن حكيم بن معاوية القشيري, عن أبيه, قال: "قلت يا رسول الله ما حقّ زوجة أحدنا عليه قال: "إن تطعمها إذا طعمت, وتكسوها إذا اكتسيت, ولا تضرب الوجه, ولا تقبّح, ولا تهجر إلا في البيت" رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. ورأى بعض الفقهاء أن ضرب الزوجة غير مسموح به في الإسلام بشكل مطلق لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تضربوا إماء الله" (أي النساء) مما يوضح كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا ذوق رفيع في تعامله مع زوجاته أنه لم يضرب زوج له قط, بل كان يراعيهن ويحافظ على حبهن ومشاعرهن دائماً، في حين كانت زوجة عمر رضي الله عنه تراجعه في الحديث بعد الإسلام "فقال لها أتراجعينني" فقالت: "لما لا أراجعك وابنتك حفصة وزوجات النبي تراجعن رسول الله"، فذهب إلى السيدة حفصة وسألها: "هل تراجعين رسول الله" فقالت: "نعم وكل زوجات النبي يراجعن رسول الله"وكانت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أزواجه حسن المعاشرة، وحسن الخلق؛ إذ قال:"والله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم". وفصّل الخبراء العنف الأسري إلى قسمين: العنف اللفظي.. كالشتم وما أشبه ذلك, والقسم الثاني العنف البدني.. ويشمل التحرش البدني, والضرب, موضحين أن ظاهرة العنف تعكس في طياتها الانحطاط الأخلاقي والفقر الاقتصادي, وضعف الحجة والبرهان, لأن الإنسان السويّ خلقياً, والقوي فكرياً لا يحتاج إلى العنف بل الحجة والبرهان. وتبرز في وسائل التواصل الاجتماعي العديد من حالات العنف في تصرفات مختلفة يقتصر بعضها على إطلاق كلمات نابية جارحة تجاه طفل أو زوجة, بينما تتخطى بعض الحالات الخطوط الحمراء لتصل إلى التعدّي بالضرب والإيذاء الجسدي الذي قد تعالج أضراره الجسدية في أيام معدودة, لكن أعراضها النفسية والمعنوية تبقى مصاحبة للمعنّف طوال حياته, فأٌقرّت الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية العديد من التشريعات والتنظيمات, وأوجدت اللجان المعنية لمتابعة حالات العنف الأسري وتوعية المجتمع بأخطارها. واستطلعت "واس" آراء مختصين في الجوانب الشريعة والاجتماعية والنفسية حول هذه السلوكيات ودوافعها, فأكد الأستاذ في كلية الدعوة وأصول الدين بقسم العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة الدكتور عبيد بن عبدالعزيز العبيد اهتمام الإسلام بتكوين الأسرة والعناية بها لأنها أساس المجتمع, مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها, فاظفر بذات الدين تربت يداك) وبحديث ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه), وقد جعل الله الألفة بين الزوجين لإنجاب جيل صالح عامل فقال جل وعلا (هو الذي جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة). // يتبع // 15:05ت م www.spa.gov.sa/1649819