يستحق وزير التعليم وفريق الوزارة والميدان التربوي، كل التقدير لما يبذلونه من جهود في رحلة تطوير منظومة التعليم، وما يحقق طموحات قيادة المملكة، ورؤية الوطن الطموحة.. تنفذ المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في قطاع التعليم من أجل المضي قدماً في رؤية 2030، وهي الرؤية المنصبة على تطوير الكوادر البشرية الوطنية، من خلال تعزيز دور المؤسسات التعليمية والجامعات التي ستصقل الأجيال القادمة وتنتج كوادر مهنية وتعليمية خلاّقة. في العام 2018م، ناقش ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال لقاء تلفزيوني أجرته معه شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية إشكالية غزو فكر جماعة «الإخوان المسلمين» لنظام التعليم في المملكة، ومضي بلادنا في اجتثاث كل من ينتمي لهذا الفكر أو يتعاطف معه خلال الفترة القصيرة القادمة، حيث أكد -حفظه الله- أنّ عناصر من تنظيم الإخوان المسلمين اخترقت النظام التعليمي السعودي، مشدداً على أنه سيتم القضاء على عناصر هذه الجماعة في فترة قصيرة، وقال: «لا توجد دولة تقبل أن يكون نظامها التعليمي مخترقاً من جماعة راديكالية». ومن المقدمة أعلاه، وفي لقاءٍ لا ينقصه الشفافية والطموح بين كتاب الرأي ووزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ الأسبوع الماضي، والمتضمن تطوير المناهج والخطط الدراسية والفصول الثلاثة وما يتبعها من تطويرات إضافية. كان اللقاء ممنهجاً في أربعة محاور، وكان المحور الملفت في الحوار مع وزير التعليم، هو "رحلة التطوير"، منذ بدأت الوزارة بتأسيس مركز متخصص لتطوير المناهج بعد إلغاء وكالة المناهج العام 2017م، فكانت التنظيمات والتشريعات والسياسات، ثم البدء في تطوير الخطط الدراسية والمناهج دراسةً وتقويماً وتطويراً بما يتوافق مع احتياجات المرحلة وتماهيًا مع تحقيق أهداف رؤية 2030، من خلال المناهج التعليمية والأوزان النسبية والخطط الدراسية. ففي منعطف "رحلة التغيير" كانت أبرز التغييرات في المناهج الدراسية تطويراً في الدراسات الإسلامية، واللغة العربية، والرياضيات والعلوم، وكذلك مادة اللغة الإنجليزية ليبدأ تدريسها من الصف الأول الابتدائي، وتدريس مادة الحاسب الآلي للطلاب بدءًا من الصف الرابع الابتدائي، بالإضافة إلى استحداث مادة "المهارات الرقمية" كأحد متطلبات القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية الرابعة لتُدرّس من الصف الرابع الابتدائي، ومادة "التفكير النقدي" في الصف الثالث متوسط والأول ثانوي بما يهيئ للطالب القدرة على التحليل واتخاذ القرار، ومادة "الدفاع عن النفس" وإضافتها للتربية البدنية، ومادة "المهارات الحياتية والأسرية" بدءاً من الصف الأول ابتدائي حتى الثالث متوسط، إضافةً إلى مادة الدراسات الاجتماعية، والتربية الفنية لتشمل الفنون السمعية والأدائية، والتربية الفكرية، وأدلة خاصة لمعلمي التربية الخاصة. وفي نفس المنعطف الرئيس من تأكيد ولي العهد -حفظه الله-، كان عمل الوزارة الملفت في عامين نحو "رحلة تطوير" المناهج والمقررات كاملةً، وخاصة نحو تحصين أبنائنا؛ لبناء شخصياتهم بشكلٍ واعٍ ومعتدل، يعتزون فيه بوطنهم وتاريخهم وحضارتهم، ويفتخرون بقيادتهم ورموزه، وينافسون عالمياً. فكان من الملفت تحصيناً، احتواء المقررات الدراسية في "التربية الإسلامية" على تحذير وبيان هيئة كبار العلماء السعودية بأن "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية لا تمثل الإسلام والتحذير من الانتماء أو التعاطف معها، والتي نراها لاشك خطوة مهمة وضرورية لحماية النشء الجديد من مخاطر تلك الجماعات وأفكارها الهدامة؛ وتضمين منهج التربية الإسلامية الجديد يعد تحذيرًا من الأحزاب والجماعات المنحرفة، ومنها جماعة "الإخوان" الغادرين، بعد أن كانت كتبهم أسفاً تدرس أو توزع في المدارس والجامعات!. فكانت التوعية والتحذير من الجماعات الإرهابية في منهج الصف الثالث المتوسط بمادة "الدراسات الإسلامية" خطوة بناءة؛ لتبصير أبنائنا الطلاب بخطورة هذه الجماعات المنحرفة، وخاصةً عندما تبدأ من الصغر تركيزاً على سلامة العقل والنفس والحفاظ على العقيدة الصحيحة، ومعرفة خطط الأحزاب المنحرفة ومحاربتها ورفضها لأنها تسعى للفرقة والدمار وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب. عامان قامت "وزارة التعليم"، بفرقها الميدانية والبحثية المتخصصة بدراسات متأنية، أشركت فيها الميدان التربوي وهذه نقطة جوهرية ومهمة، قدمت وحققت منها أنموذجاً فريداً من الشراكة والتكامل مع مؤسساتها، وتقدير المسؤولية الوطنية، والعمل برؤية إستراتيجية تلبي احتياجات المستقبل والرؤية معاً. ختاماً، يستحق وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ وفريق الوزارة الرصين، كل التقدير لما يبذلونه من جهود مع رحلة تطوير منظومة التعليم، ورفع كفاءة مخرجاته، وما يحقق طموحات قيادة المملكة، ورؤية الوطن الطموحة، ويجد فيه أبناء وبنات الوطن ما يستحقونه من تطوير لمهاراتهم، والاستجابة لطموحاتهم، وتعزيز منافستهم عالمياً وأكثر.