ترتبط المملكة العربية السعودية ودولة الكويت بعلاقات خاصة ومميزة، فالتاريخ يعود بهذه العلاقات إلى ماضٍ بعيد لها أبعاد متعددة ودلائل واضحة تشير إلى حجم التعاون ومدى الود والصداقة التي تجمعهما. وأثمرت هذه العلاقة بإنشاء مجلس التنسيق السعودي - الكويتي الذي وقع محضر إنشائه في يوليو من عام 2018م، ويهدف المجلس إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة، وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وبناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان، وتعزيز التعاون والتكامل بينهما في المجال السياسي والأمني والعسكري، وضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة، وإبراز مكانة الدولتين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والتكامل السياسي والأمني العسكري في مختلف المجالات. وتعتبر العلاقات بين المملكة والكويت، راسخة وضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وللكويت مكانة خاصة لدى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، تجسدت باختيار الأمير محمد بن سلمان للكويت كأول محطة خليجية في زياراته الخارجية بعد مبايعة سموه ولياً للعهد، وسعيه الحثيث لتطوير العلاقات والارتقاء بها، وحل كافة القضايا العالقة بين البلدين. ويعكس مجلس التنسيق السعودي - الكويتي حرص خادم الحرمين الشريفين وأخيه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت على مواصلة مسيرة الإخاء بين البلدين والشعبين الشقيقين. وتحفظ المملكة بكل تقدير وامتنان، جهود أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد في ولادة المجلس التنسيقي المشترك بين البلدين، وتثمن حرص الشيخ نواف على إكمال مسيرة التعاون البنّاء عبر انعقاد المجلس؛ ليكون دلالة على عمق وقوة ما تتميز به العلاقات السعودية الكويتية في المجالات كافة. وبانعقاد الاجتماع الأول للمجلس التنسيقي المشترك، تقف المملكة والكويت أمام مرحلة جديدة من مراحل تطور العلاقات التاريخية المميزة، بما يسهم في تعميق التواصل والتعاون في المجالات كافة؛ وبالأخص السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتجارية منها. وتعد مجالس التنسيق بين المملكة والدول الشقيقة ومنها الكويت، نموذجاً يحتذى به على صعيد التنسيق المشترك، ووسيلة فعالة لاستمرارية التعاون، وتعزيز العلاقات بشكل محوكم ودائم. الجدير بالذكر أن المجلس التنسيقي السعودي - الكويتي ُيعد تتويجاً للعلاقات التاريخية الراسخة بين المملكة والكويت، ويعكس روح التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين.