كثير من الأجهزة والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية داخل وخارج المملكة لم تكتفِ بتحقيق النجاح والإنجازات وإنما تميزت بالمحافظة على التميز والبحث المستمر عن الأفضل لأنها تستند على ثقافة توفر الأسس التي تنطلق منها القيادات الصورة الذهنية للمنظمة في المجتمع هي التي تضع المنظمة أمام اختبار الرأي العام. أهمية هذه الصورة متفق عليها وقد تتحقق لفترة من الزمن ثم تتراجع. ولذلك يقول عنها صاحب تجربة إنها كنز من الصعب الحصول عليه، ومن السهل ضياعه. ويصفها آخر بأنها أحد الأصول الاستراتيجية التي تحقق ميزة تنافسية ودعماً لتطور المنظمة. ما العوامل التي تجعل الصورة الذهنية للمنظمة في المجتمع جيدة؟ هذا السؤال يتعلق بأي منظمة سواء كانت حكومية أو خاصة في مجالات العمل المختلفة. هل تكمن الإجابة في الإعلام؟ ماذا لو كان الإعلام قوياً واحترافياً ولكن لا يعبر بدقة عن الواقع، أو بعبارة أقسى يتناقض مع الواقع؟ هل العلاقات العامة هي الطريق إلى تكوين صورة ذهنية جيدة؟ هل يمكن الاعتماد على موقف فردي أو معلومة جزئية عن منظمة ما، لتكوين صورة ذهنية شاملة وثابتة عن هذه المنظمة؟ هل تركيز إعلام المنظمة على جزئية إيجابية معينة خطأ إعلامي على المدى البعيد؟ هل تفقد المنظمة صورتها الذهنية المتميزة بسبب جزئية سلبية عابرة؟ هل تتكون الصورة الذهنية من انطباعات أم من دراسات وأبحاث؟ تتكون الصورة الذهنية الإيجابية للمنظمات بداية من أهداف المنظمة ورسالتها. يتبع ذلك عوامل أخرى مهمة يمكن الإشارة إلى بعض منها، وهي: * العمل المؤسسي، وأساليب القيادة والإدارة. * التركيز على جودة الخدمات والمنتجات والمحافظة على ذلك. * التواصل والتفاعل مع الجمهور. * وضوح الأنظمة والإجراءات. * المساهمة في خدمة المجتمع من خلال المسؤولية الاجتماعية. * بيئة العمل الإيجابية. * تقبل النقد. * الإنجازات. * التطوير المستمر. * المصداقية. كما تتكون الصورة الذهنية عن المنظمات من خلال تجارب المتعاملين معها، ومن خلال معلومات مصدرها مواقف فردية قد تكون إيجابية أو سلبية، وهي تؤثر على الصورة الشاملة للمنظمة بالسلب أو الإيجاب. المنظمة بكل عناصرها تساهم في تكوين الصورة الذهنية في المجتمع. يمكن لموظف الاستقبال أن يعطي للزائر انطباعاً جيداً أو العكس عن المنظمة فينتقل هذا الانطباع إلى الآخرين. جميع منتسبي المنظمة كل في موقعه مسؤول عن الصورة الذهنية. وحين تعمل المنظمة وفق ثقافة تنظيمية واحدة تركز على القيم الأخلاقية والمهنية بما يتعكس على الأداء والإنتاجية وسلوك العاملين، فهنا تتكون صورة جميلة تنشدها المنظمات التي تبحث عن التميز. كما أن الصورة الذهنية الجيدة للمنظمة تجعلها بيئة جاذبة للكفاءات. كثير من الأجهزة والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية داخل وخارج المملكة لم تكتفِ بتحقيق النجاح والإنجازات وإنما تميزت بالمحافظة على التميز والبحث المستمر عن الأفضل لأنها تستند على ثقافة توفر الأسس التي تنطلق منها القيادات دون أن تحد من مساحة الإبداع، ولذلك قد يتغير الأفراد لكن الثقافة راسخة وداعمة لمن لديه الشغف ومتطلبات النجاح والتميز. نعم، ليس من السهل الوصول إلى صورة ذهنية مثالية للمنظمة، فهو طريق يتطلب الفكر والجهد والعمل الجماعي والأداء المؤسسي والتحفيز على الإبداع، وتقدير المبدعين، ويتطلب خدمة المجتمع، وتحقيق الإنجازات على أرض الواقع بمعايير الحقائق والأرقام. وحين تصل المنظمة إلى الصورة الذهنية المطلوبة لا تنتهي المهمة بل تبدأ من جديد.