في الثلاث سنوات الماضية أصبحت الفرق الإنجليزية لها كلمة في دوري الأبطال، حيث تواجدت أربعة فرق في النهائي اثنان منهم في عام 2018م، واثنان في نهاية هذا الشهر، في رسالة واضحة للجميع "نحن من سيعتلي عرش الأبطال خلال السنوات المقبلة"، وبعد مواجهات دور نصف النهائي الذي استمتعنا بها من مانشستر سيتي وتشلسي اللذينِ قدما كرة قدم من وحي الخيال، وأقصيا من خلالها ريال مدريد الاسباني وباريس سان جرمان الفرنسي، وسيتواجهان وجهاً لوجه في نهائي إسطنبول يوم 29 مايو نهائي آخر بنكهة إنجليزية، بعد ليفربول وتوتنهام في عام 2018م. "فالبلوز" كانوا يعانون مع بداية الموسم بقيادة الأسطورة فرانك لامبارد من تذبذب في نتائج المباراة وسوء مستوى، وحبس بعض النجوم في الدكة بسبب أنهم لا يناسبون خططه، مثل: الفرنسي نغولو كانتي الذي قاب قوسين أو أدنى من الخروج وهو ركيزة أساسية في تشكيلة أي مدرب يمتلكه، وتداركت الإدارة الموقف وتمت إقالته وتعيين الألماني توماس توخيل مدرباً للفريق الذي شاهدنا معه فريقاً آخر، واختلف شكله جذرياً وأصبح فريقاً مرعباً يخشاه الجميع، كما قال في أول مؤتمر صحفي له مع الفريق اللندني: "أعدكم ببناء فريق يخشاه الجميع ولا يرغب أحد في مواجهته"، والآن خطوة واحدة تفصلهم عن نيل اللقب الثاني في مسيرتهم. أما "السيتيسينز" بقيادة الداهية الاسبانية بيب جوارديولا الذي يصل ب"الستي" للنهائي لأول مرة في تاريخ الفريق، ولأول مرة منذ تسعة مواسم يصل كمدرب، فهو صنع فريقاً لا يستهان به، ولم يصل لهذا النهائي إلا عن جدارة واستحقاق، فهي استعصت عليه منذ خروجه من العملاق الكاتلوني برشلونة الاسباني. فتوخل هزم بيب في الدوري، وكأس الاتحاد، فهل ترضخ للألماني الذي وصل للنهائي مرتين متتاليتين مع فريقين مختلفين لأول مرة في تاريخ المسابقة ويواصل هيمنته عليه للمرة الثالثة على التوالي في أقل من موسم، أم تكن للاسباني كلمة الذي يحاول الظفر بها بعد خروجه من الفريق الكاتلوني، فنحن موعودون بقمة كروية رائعة بينهما، فالأول لم يذق طعم الفوز بذات الأذنين، والأخير سبق وتذوق حلاوتها.