أصبح إيقاع الحياة سريعا، والأحداث متتالية، والمواقف متداخلة وأحيانا مربكة، يشعر الفرد من خلالها بالفوضى والحيرة، مما يؤدي أحيانا إلى ارتباك فكري ومشاعري يؤثر على حياته وقراراته، ويبعدهُ عن مسارهِ الصحيح. لكن من نعم الله -عز وجل- علينا جميعاً أنه رحيم وعادل، فلا بد لكل مجتهد من نصيب في هذه الحياة، فلا شيء يذهب سدى، دائماً بعد المخاض ولادة جديدة من النضج والمعرفة في تخطي كل ظرف وموقف وفوضى. يستطيع الإنسان البدء من جديد وهو أكثر قوة ومرونة، فتتلاشى حالة الارتباك، ويفهم المعنى من كل موقف وتجربة، ويستوعب بعد آخر، ربما لا يكون واضحا على السطح في البداية لكن يدرك ذلك فيما بعد. لذا عند الوصول إلى ما نريد وتحقيق الأهداف التي سعينا لها، وجب علينا أن نتذكر أن كل شيء من عند الله، وأن نعمه لا تعد ولا تحصى، وأن علينا السعي والعمل والاتكال على الله فهو مدبر الأمر. عندما تأتي عطايا الله تكون مذهلة ومدهشة، قد لا يتصور بعضنا جمالها حينما يحقق الله لنا هدفا من الأهداف أو يجبر خواطرنا، لذا وجب علينا شكره وحمده، ففي الشكر والحمد استفاضة ومزيد من نعم الله، ويكون الشكر بالأفعال والأعمال ابتداء من ذواتنا ثم تقديم العون والمساعدة لغيرنا، كل ذلك فضل من الله ينير قلوبنا به لفعل الخير، نستشعر أننا لسنا بمفردنا بل الكل يشاركنا ونشاركه، فنساعد محتاجا، ونساند صديقا، ونزرع الخير والحب لكل من حولنا، عندها نوسع دائرة الشكر والحمد فنتخطى القول فيه إلى الفعل والعمل، ونرد فضل كل ذلك إلى الله -عز وجل- فهو من سخر ويسر لنا، وندرك أن الأمر كله بيد الله وإلى الله، فلا نخاف ظرفا ولا نحزن له، ونقترب من معنى عميق هو التسليم لله وحده. بعد هذا التسليم كل ما نقابله من مواقف وظروف نستطيع التعامل معها ونحن في حالة هدوء، فلا نغوص في حالة الفوضى والارتباك، ما يجعلنا نتخذ القرارات الصحيحة والتعامل معها بمرونة وسلام، ويفتح الله بابا كان مغلقا، وينتهي ظرف كان محزنا.