دعا مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين إلى أهمية مراجعة أنفسنا والنظر إلى أحوالنا في بيوتنا وفي حفلات الزواج والمناسبات، وما تشهده من إسراف وتبذير ومفاخرة، مؤكداً أن ذلك يغضب الله جل وعلا، لأن هذه الأفعال تحسب عدم اهتمام وحفظ للنعمة. نعم عظيمة قال آل الشيخ، في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، إن نعمة الطعام من النعم العظيمة، حيث قال الله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)، وقال جل وعلا (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)، وقال جل من قائل (فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون). وامتن سبحانه وتعالى على قريش بقوله (الذي أطمعهم من جوع وآمنهم من خوف). وأكد أن دوام النعمة واستمرارها مربوط بطاعة الله جل جلاله، لذا فإن هذه النعم التي أكرمنا بها الله عز وجل، يجب أن تذكرنا بفضل الله علينا، فله سبحانه وتعالى الشكر والحمد، مشدداً على أهمية التسمية عند تناولها وحمد الله عند الانتهاء منها. شرور عظيمة أضاف مفتي عام المملكة: أيها الإخوة إن الله عز وجل يقول "وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد"، فشكر الله على النعم يوجب استمرارها واستقرارها، فاتقو الله فيما أنعم عليكم، وانظروا إلى غيركم، شرور عظيمة ومأساة وفقر مدقع، فاشكرو الله على هذه النعمة واسألوه من فضله وكرمه. جمعيات خيرية تابع آل الشيخ: أيها المسلم مما يستحسن وجود هذه الجمعيات الخيرية التي تجمع الطعام، فهي جمعيات مباركة إن شاء الله خيرة نرجو التوفيق من الله والسداد لهم في أقوالهم وأعمالهم، لكن ينبغي التعاون بين هذه الجمعية وبين المطاعم والفنادق وغيرها، بأن يكون عرض هذه النعمة عرضاً مناسباً، وأخذها أخذاً مناسباً، وإرشاد المستهلكين أولاً لها، فليأخذوها بقدر مناسب، وأن تأتي هذه الجمعية لتأخذها بطريق مناسب، وتغلفها وتوزعها على الفقراء والمساكين، فإن هذا عمل صالح، ينجي الناس من سخط الله، فإن العباد إذا كان بهم محتاج فقير وهذه الأطعمة والمأكولات توضع في المزابل كان إثمها عظيما، فهذه الجمعيات نرجو لها التوفيق، وعليها أن تتعاون مع قصور الأفراح تعاونا جيدا لاستعمال هذه النعم حتى تؤخذ عن طريق مناسب.