قتلت إسرائيل قياديا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتعهدت بمواصلة ضرباتها في غزة الأربعاء، فيما أطلق الفلسطينيون مئات الصواريخ عبر الحدود وأرسلت واشنطن مبعوثا في محاولة لتهدئة أعنف قتال بين الجانبين منذ سنوات. وقُتل ما لا يقل عن 65 شخصا في غزة منذ تصاعد العنف يوم الاثنين وفقا لوزارة الصحة بالقطاع. وفي إسرائيل، قال مسؤولون بقطاع الصحة إن ستة قُتلوا. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قائد لواء غزة في كتائب القسام و15 عضوا آخرين في حماس قُتلوا في ضربات جوية. وأضاف، «هذه هي مجرد البداية، سنوجه للإرهابيين ضربات لم يتخيلوها». وبعد هذا الإعلان، أطلق الفلسطينيون وابلا من الصواريخ على منطقة تل أبيب ومدن أسدود وعسقلان وسديروت. وأكدت حماس مقتل القيادي باسم عيسى «وثلة من إخوانه القادة والمجاهدين». وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة «أمضى القائد القسامي باسم عيسى حياته مجاهدًا جسورًا مقدامًا وتليق به الشهادة على طريق جيل القادة الراسخين في مسيرة الجهاد والمقاومة الذين حملوا السلاح في هذا الطريق من أجل النصر أو الشهادة. وأضاف هنية أن «المواجهة مع العدو مفتوحة». وبدأت إسرائيل تحركاتها العسكرية بعد أن أطلقت حماس صواريخ ردا على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في القدسالشرقية بما في ذلك في الحرم القدسي خلال شهر رمضان وذكر مصدر فلسطيني أن جهودا تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة للتوصل لهدنة لم تحرز تقدما لوقف العنف. وأثار القتال عبر الحدود توترا داخل إسرائيل حيث خرج بعض أبناء الأقلية العربية في احتجاجات للتضامن مع الفلسطينيين. وتحدثت وسائل إعلام عن هجمات واسعة النطاق يشنها اليهود على المارة العرب في شوارع مناطق يقطنها مزيج من العرب واليهود. ووصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مشاهد الدمار بأنها «مروعة» وقال إن واشنطن سترسل هادي عمرو أحد كبار مساعديه لحث الإسرائيليين والفلسطينيين على الهدوء. وتعهدت إسرائيل بأنها ستواصل ضرب حماس. وقال البريجادير جنرال هيداي زيلبرمان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لهيئة البث الإسرائيلي (كان) «كلمة «هدنة» لا ترد على شفاهنا، ولن ترد قطعا خلال اليوم أو اليومين القادمين». وقال الجيش الإسرائيلي إن ضرباته تستهدف مواقع إطلاق الصواريخ ومكاتب حماس ومنازل قادة حماس. وقال رجل في شارع بغزة أخذ الناس يهرعون للخروج من منازلهم فيه بينما هزت الانفجارات المباني «إسرائيل جن جنونها». وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن على دعم الولاياتالمتحدة «الراسخ لحق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها». والقتال هو الأعنف منذ حرب عام 2014 في قطاع غزة الذي تديره حماس ويزيد من القلق الدولي من خروج الوضع عن السيطرة. وفي غزة، انهار مبنيان سكنيان وبرج يضم منافذ إعلامية أحدها على صلة بحماس بعد أن حذرت إسرائيل السكان سلفا وأنذرتهم بإخلائه كما لحقت أضرار بالغة بمبنى آخر جراء الضربات الجوية. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الضربات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 24 شخصا أمس الأربعاء. ولم يغمض لكثير من الإسرائيليين أيضا جفن الليلة الماضية مع إطلاق زخات من الصواريخ على قلب إسرائيل وبعضها اعترضته منظومة القبة الحديدية في السماء. وقالت إسرائيلية في مدينة عسقلان الساحلية للقناة الحادية عشرة بالتلفزيون الإسرائيلي «الأطفال نجوا من فيروس كورونا ليواجهوا الآن صدمة جديدة». وركض إسرائيليون للاحتماء بالملاجئ أو انبطحوا أرضا على الأرصفة في تجمعات سكانية تبعد كثيرا عن غزة. وقالت مارجو آرونوفيتش، وهي طالبة في تل أبيب عمرها 26 عاما، «إسرائيل كلها تحت الهجوم. إنه وضع مرعب حقا». وذكر الجيش أن جنديا إسرائيليا قُتل في هجوم بصاروخ مضاد للدبابات على حدود غزة. وقُتل شخصان جراء صاروخ في مدينة اللد التي يقطنها العرب واليهود قرب تل أبيب. وقالت شركة شيفرون الأمريكية للطاقة إنها أغلقت منصة تمار للغاز الطبيعي قبالة ساحل إسرائيل بناء على تعليمات من وزارة الطاقة الإسرائيلية التي قالت بدورها إنه سيتم تلبية كل احتياجات إسرائيل من الطاقة. وألغت شركتان أمريكيتان للخطوط الجوية على الأقل الرحلات من الولاياتالمتحدة إلى تل أبيب أمس الأربعاء واليوم الخميس. وعلق مطار بن جوريون الإسرائيلي عملياته لفترة وجيزة يوم الاثنين بعد سقوط وابل من الصواريخ على تل أبيب. وقالت إسرائيل إن شركة العال الوطنية للخطوط الجوية مستعدة لتوفير رحلات جوية إضافية. وجاءت أعمال العنف بعد توتر على مدى أسابيع في القدس مع اشتباك الشرطة الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين قرب المسجد الأقصى في القدسالشرقية. وتصاعد التوتر قبل جلسة محكمة، تقرر تأجيلها، في قضية يمكن أن تنتهي بطرد عائلات فلسطينية من منازل بالقدسالشرقية يطالب بها مستوطنون يهود. وأدى العنف إلى تجميد محادثات خصوم نتنياهو لتشكيل حكومة ائتلافية لخلعه من منصبه بعد انتخابات غير حاسمة في 23 مارس آذار. واحتدم العنف أيضا في الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت مصادر طبية إن فلسطينيا يبلغ من العمر 16 عاما سقط قتيلا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية أمس الأربعاء. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن هناك 16 طفلا من بين قتلى القطاع. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 200 من بين ما يربو على ألف صاروخ أطلقتها الفصائل المسلحة في غزة لم تبلغ أهدافها وربما تسببت في سقوط قتلى من المدنيين الفلسطينيين. وقال مسؤولون في القطاع الطبي إن خمسة من القتلى في إسرائيل من المدنيين وبينهم طفل وعامل هندي. وأرسلت إسرائيل تعزيزات شملت مشاة ومدرعات دعما لدبابات تنتشر بالفعل على الحدود، مما يعيد إلى الأذهان التوغل البري الإسرائيلي في القطاع لوقف الهجمات الصاروخية في 2014. وعلى الرغم من أن الأحداث الأخيرة في القدس هي التي أشعلت فتيل التصعيد فإن الفلسطينيين يشعرون بالإحباط بسبب انتكاسات منيت بها آمالهم في إقامة دولة مستقلة خلال السنوات القليلة الماضية. ومن بين هذه الانتكاسات اعتراف واشنطنبالقدس عاصمة لإسرائيل وخطة أمريكية لإنهاء الصراع، يرى الفلسطينيون أنها منحازة لإسرائيل وكذلك استمرار البناء الاستيطاني.