التشجيع ونشر الوعي وإشعال الحماسة في النفوس من أجل الخير والطاعة والعبادة، أمر مطلوب من كل أحد ، سواء داخل الأسرة أو المدرسة أو من المجتمع، ولا يقتصر الأمر على المؤسسات والدوائر والقنوات الرسمية، بل إن كل من يحمل قلما أو يحسن قولا أو يملك موهبة في مجال نشر الوعي والتثقيف عليه واجب الإرشاد والدلالة والإسهام في ذلك، وأن لا يكون سلبيا تجاه مجتمعه أو دينه وعاداته الطيبة أو ما يصلح أفراد ذلك المجتمع حوله. ولو تناولنا كل من يعنيه الأمر فلن نصل إلى حصر ولن نبلغ الإحاطة بهم، لكن نأخذ جانبا من اهتمام الشعراء بهذا الأمر، والذي يثبت أنهم من أوائل الحضور في كل ما ينفع بلادهم ومجتمعهم ونشر المفيد ودعمه، فالملاحظ أن الشعراء في الغالب لهم إسهامات كبيرة ومتزامنة مع الحاجة، ولم يتوانوا ولا تأخروا، فهم في حث الناس على مكارم الأخلاق مستمرون، وفي نصرة الأوطان متواصلون، وفي استثمار مناسبات الخير مبادرون بأشعارهم وقصائدهم، وحول ما فيه نفع يجودون بمواهبهم، فتأتي تلك القصائد صادرة من رغبة وموصلة لهدف، ويستقبلها المتلقي يشغف، ولا شك أن التطبيق هو المقصد، لما جاء فيها من وصايا، فيكون سلوكا له أثره الطيب. ومن ميزة الكثير من القصائد الإرشادية، ذات الطابع التوعوي والتي تهدف إلى التغيير إلى الأفضل، أنها لا تكون بأسلوب مباشر مع المتلقي، لا تحمل لغة آمرة ولا فوقية ولا عبارة قاسية، مما يجعل لها أثرا إيجابيا سريعا، خاصة وأنها تكون في المناسبة نفسها، ليس قبلها ولا بعدها، وإن كانت فيما بعد مستمرة التأثير. يقول الشاعر : سعد الرويبخ ومناسبة أبياته هي العشر الأواخر من شهر رمضان: يالله الغفران فالعشر الاواخر قبل شهر الصوم لا تقفي ركابه والله إن الفوز كله والمفاخر من يمينه فالحشر تحمل كتابه ويقول الشاعر محسن المداريه، في وصف للسعادة الفعلية: المسعد اللّي لا صحا تالي اللّيل ناجى جليل الملك يلطف بحاله ماله ومال المقفية والمقابيل وفعلٍ ماهوب يورّده للشكالة ويقول أيضا في مناسبة بداية العشر الأواخر من رمضان، حاثا على الاستفادة منها واستغلالها وعدم التكاسل في وقتها الثمين: اليوم تبدأ العشر يامدوّر الخير كل العباد المؤمنه تغتنمها فرصه ثمينة للوجيه المسافير اللي على الطاعة قويّة هممها فيها القدر والخير وافضالها غير وياحظ من هو في قيامه ضمنها ويقول الشاعر تركي العريدي في أبياته التالية من المعاني ما ينتهض حماسة المتلقي ويشجعه، ويعمل على ترغيبه في تحصيل الأجر، ويجعله في إقبال عليه، وهذا الأسلوب الذي يجمع بين التنبيه والتحذير من التكاسل وفي الوقت نفسه توضيح الأجور التي سيحصل عليها من يعمل ويجتهد، وإن كانت تأتي من الشاعر في أبيات معدودة إلا أنها تفي بالغرض وتكفي عن إطالة القول خاصة وهي خلاصة المراد. يقول: شد محزم طاعتك واحذر تهاون بكره بنبدأ مع العشر التوالي ولازم نذكر بعضنا ونتعاون ليلةٍ بالعشر من بد الليالي اجرها واجر الليالي ما تساون أجرها في الف شهرً بالكمالي والعزايم والكسل ماقد تخاون والعجز منبوذ من اول وتالي قم توض وصل واحذر لاتهاون الطموح جنان والله خير والي ويقول الشاعر سعود المقاطي مبتدئا أبياته ببيت من قصيدة لشاعر آخر، كعنوان ومدخل واستهلال لإيصال المعنى، والذي يذكر فيه ببعض فضائل الأعمال: "أخير منها ركعتين ٍ بالأسحار لا طاب نوم اللي حياته خسارة" قد قالها تركي ومن باب تذكار لأهل النفوس اللي تحبّ الصدارة صلّو صلاة موادعٍ شاف الأخطار وادعو دعا منهو مطوّل حصاره ما يكشف الغمّة تناكيت واشعار تكشف بتوبة والدعا والطهارة يالله الغفران فالعشر الأواخر