أكد مختصون، أهمية الحوار الأسري بصفته قناة بالغة الأهمية في التواصل بين أفرادها، مبين أن الحوار الأسري يعتبر أساس قيام الحياة الأسرية وضمانة لاستقرارها، وقال د.علي السويهري، أن الحوار الأسري يشكل فرصة ثمينة لمشاركة المعرفة وتبادل الخبرات وتقريب وجهات النظر، وتقوية الروابط بين أفراد الأسرة، كما يفتح آفاقاً للتقارب واكتشاف الميول وصقل شخصيات الأبناء ويعزز الثقة بالنفس. وأوضح أن الحوار يقوم على الاحترام المتبادل من خلال لغة يسودها التكافؤ والاحترام، وحين يفقد الحوار هذه السمات فإنه سيتحول إلى جدال، مؤكداً على وجوب الاستعداد النفسي من قبل جميع أفراد الأسرة ليكون الحوار مثمراً وبناءً، مبينا أن زيادة تلاحم الأسرة وتعاطفها وزيادة درجة الثقة فيما بينها هو الغاية الحقيقية للحوار الذي يساعد على نشأة الأبناء نشأة سوية صالحة بعيدة عن الانحراف الخلقي والسلوكي. فيما أكدت الأستاذة بسمة التويجري على دور الحوار الأسري في تعزيز منظومة القيم الاجتماعية لدى الفرد والمجتمع، مبينة أنه عندما يكون الحوار بصورة متواصلة بين أفراد الأسرة تترسخ قيم الحوار لدى الأجيال من أجل الاستقرار ومن أجل إشاعة ثقافة التسامح والتعارف والتفاعل، وتقبُّل رأي الآخر، والتعايش معه ومن ثم التَّآلف والانسجام والتلاحم، وبناء علاقة وُدِّيَّة. وشددت على ضرورة إشاعة الحوار الأسري بين كافة أفراد الاسرة، موضحة أن كثيراً من المشكلات التي باتت تواجه الأسرة وتهدد استقرارها وتماسكها في وقتنا الحاضر أساسها افتقاد الحوار والتواصل بين الوالدين وأبنائهم، مبينة أن الأسرة لكي تنجح في تحقيق أهدافها والغاية من وجودها، لا بد من بناء جسور التواصل الصادق مع الأبناء، حيث يشكل الحوار المفتوح بين أفراد الأسرة الوسيلة المثلى لخلق بيئة قائمة على التفاهم، ولفتت التويجري إلى أن التماسك والترابط داخل الأسرة يرجع الى أهمية دور المرأة باعتبارها الركيزة الأساس في نجاح الأسرة واستقرارها، وهو ما ينعكس إيجاباً على اتجاهاتهم وسلوكهم في تعاملهم مع الآخرين في جميع الأوساط التي يتعاملون معها. بدورها أشارت الأستاذة شوقية الأنصاري إلى أن الأسرة هي اللبنة الأولى لتحقيق الحوار بين أفراد المجتمع مبينة أن الأسرة المتحاورة تغلفها الثقة المتبادلة وحرية الرأي والرأي الآخر والاستماع الجيد، مشيرة إلى أن غياب الحوار بين أفراد الأسرة يعد من أحد أسباب خلق المشكلات السلوكية في المجتمع، مما يبرز أهمية تعزيز وترسيخ الحوار الأسري بين كافة أفرادها بغية الوصول إلى الأسرة التي تبني جيلاً يصونون القيم ويصنعون المستقبل. ولفتت إلى أن الاسرة عليها مسؤولية كبيرة بإعادة الحوار الاسري والتأكيد على ابقائه حاضرا امام التحديات الجديدة التي تحيط بالأسرة والمجتمع مبينة أن الحوار الأسري حتى يكون مثمرا وبنّاء وناجحا ومثمرا لا بد من توفر الاهتمام والمثابرة والذكاء، وقبل كل ذلك الرحمة والمودة، كذلك لا بد من وجود الاستعداد النفسي من قبل جميع أفراد الأسرة. جاء ذلك، خلال لقاء حواري نظمه، مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بعنوان: "الحوار الأسري"، استعرض خلاله أهمية الحوار الأسري وفوائده وسماته، إضافة إلى دور المرأة في استقرار الأسرة. واستضاف اللقاء كلاً من:د. علي السويهري، أستاذ الصحة النفسية المساعد بالجامعة الإسلامية، و بسمة بنت مزيد التويجري، عضو عدد من الجمعيات العلمية ومهتمه بالجانب الأسري، و شوقية الأنصاري، مهتمة بالأسرة وتربية الطفل ، و أدارته الإعلامية سامية الشريف . يذكر أن الحوار الأسري من أهم البرامج التي يقدمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني كون الاسرة هي الأساس الفعلي لبناء المجتمعات، ويستهدف البرنامج ، نشر المفاهيم الثقافية والقيم الاجتماعية للحوار الأسري، وذلك عبر الدورات والحقائب التدريبية والبرامج التثقيفية الحوارية.