بابتسامته الشهيرة في وجه كل من يقابله، وبشاشته التي لا تفارق مُحيّاه، تميّز الشيخ الخلوق فارس بن إبراهيم السويلم -رحمه الله- الذي غادر الدنيا في الأيام المُنصرمة تاركاً خلفه إرثاً عظيماً من الذِّكرِ الطيّب والسمعة الحسنة، وعدداً لا يُحصى من الذين شهدوا له بالأمانةِ وصدق القول، وعفة اللسان، وأجمعوا على تواضعه الشديد، وعلى حُسن مظهره، ولُطف مَعشَره. والأعجبُ من ذلك أنه مع تواضعه الجمّ وبساطته الشديدة التي صبغت تفاصيل حياته؛ إلا أنّه كان ذا هيبةٍ ووقار، فرضَ بخُلُقه الرفيع الاحترام على الجميع، كان لا يتكلم إلا فيما ينفع، ويغضُّ الطرف عن ما لا يعنيه، ويترفع عن توافه الأمور وسفاسفها، حتى في مجلسه العامر بالمحبين صغاراً وكباراً، يُعرف رحمه الله بالأدب الرفيع، وحُسن الإنصات، والكرمِ الممزوج ببساطةِ الطيبين. إن تحدّث أنصت الجميع احتراماً وحُبّا لجمال الحديث الممتع الذي لا يُمل؛ فلا تسمع منه إلا الطرائف الراقية الفريدة والقصص المليئة بالحكمة والفوائد النادرة. هذه الصفات الجميلة التي طابت بها شخصية الشيخ فارس بن إبراهيم السويلم -رحمه الله- جعلت منه محل ثقة للجميع؛ فأصبح مرجعاً للكثيرين الذين يطلبون رأيه السديد ومشورته الصادقة، فكم من قضية تم البتُّ فيها بعد استشارته، وكم من مشكلة حُلّت برأيه السديد، وبعد أن ملأ حياة المحبين من حوله بالفرح والبهاء، ومكارم الأخلاق، ها هو الشيخ النبيل يرحل بهدوءٍ ووقار، تاركاً خلفه جموعاً غفيرة من المودعين المُحبيبن ليعيشوا مع جميل ذكراه، وطيب سيرته، ونُبل مواقفه، رغم ألم الرحيل ومرارة الفقد.