قال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الأربعاء أنه لن يورّث مشكلة الوجود العسكري الأميركي لرئيس خامس، كاشفاً عن نيته سحب كل ما بقي من القوات الاميركية من أفغانستان بحلول الحادي عشر من سبتمبر-أيلول القادم. مضيفاً "لقد حان الوقت للانسحاب من أطول حرب خاضتها الولاياتالمتحدة واعادة القوات الأميركية الى الوطن". وقال بايدن إن رئيسان جمهوريان، ورئيس ديموقراطيان عاصروا الحرب الأميركية الطويلة في أفغانستان، مؤكداً عزمه على تنفيذ خطوة الانسحاب النهائي في سبتمبر-أيلول القادم مع حلول الذكرى العشرون لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. وفي كلمته من البيت الأبيض أكّد الرئيس الأميركي أنه سيكون من العبث انتظار "الظروف المناسبة" والمثالية" للانسحاب، فالانتظار سيبقي الولاياتالمتحدة في أفغانستان لوقت طويل في ظل عدم امكانية توقّع نتائج مختلفة قد تأتي بها السنوات القادمة. وأجّل اعلان بايدن الانسحاب من أفغانستان من موعده الذي كان مقرراً في مايو-أيار الى سبتمبر المقبل، حيث رغب الرئيس السابق دونالد ترمب بتنفيذ الانسحاب من أفغانستان ما تسبب بخلاف حاد اندلع بينه وبين وزير الدفاع الاسبق مارك اسبر. ووصف بايدن الوجود الأميركي في أفغانستان لمدة 20 عام ب"غير المبرر"، مؤكداً على ضرورة تركيز الولاياتالمتحدة على تحدياتها الحقيقية والعمل للتوصل الى حلول لها خلال السنوات القليلة القادمة. وفي خطابه يوم الأربعاء، تعهّد بايدن بمواصلة العمل السياسي والدبلوماسي والإنساني لدعم حكومة أفغانستان، معرباً عن أمله بتمكّن أفراد الجيش الأفغاني المدرّبين أميركياً من المواصلة بمواجهة التحديات والدفاع عن الشعب الأفغاني. وقال بايدن أن الولاياتالمتحدة لن تكون الراعي الوحيد والحصري لمفاوضات السلام بين طالبان وأفغانستان وستدعم بدلاً من ذلك جهود الأممالمتحدة لعقد السلام بين الأطراف الأفغانية. وبعد اعلانه عن الانسحاب المرتقب في سبتمبر-أيلول المقبل، زار جو بايدن مقبرة أرلينغتون الوطنية التي تضم جنود أميركيين فقدوا حياتهم في أفغانستان. وبينما يؤيّد معظم الأميركيين قرار انسحاب الولاياتالمتحدة من الحروب الطويلة، أدى اعلان جو بايدن الى انقسام بين المشرعين في الكونغرس، حيث أعلن مكتب السيناتور لندسي غراهام عن انتقاده لخطوة جو بايدن وقال أنه سيرد مطولاً على القرار. وسعى في السابق كل من الرئيسين دونالد ترمب وباراك أوباما للانسحاب من أفغانستان إلا أن محاولاتهما اصطدمت بمعارضة الحزبين في الكونغرس وتحذير المؤسسة العسكرية من عواقب وخيمة قد تترتب على هذا الانسحاب. وقبيل كلمة جو بايدن بساعات، أصدر مدير المخابرات الوطنية الأميركية تقريرًا يشير الى صعوبة التوصل الى اتفاق سلام حقيقي في أفغانستان خلال السنة المقبلة، الأمر الذي دفع بعض منتقدي خطوة بايدن الى التوقع بأن يؤدي الانسحاب الاميركي الى حرب أهلية واسعة النطاق تقود الى انهيار سريع لحكومة أفغانستان الحليفة للولايات المتحدة. وأشار تقرير أميركي خاص تم الاعلان عنه يوم الأربعاء، الى أن "طالبان تستمر بكونها الطرف الأقوى بمراحل في ساحة المعركة في أفغانستان، وسيكون من السهل عليها هزيمة الحكومة الأفغانية بسرعة بعد انسحاب القوات الأميركية". وكان كل من وزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكين، قد أبلغوا نظرائهم الأوروبيين في بروكسل يوم الأربعاء بنية الولاياتالمتحدة الانسحاب من أفغانستان الأمر الذي سيؤدي الى سحب دول أوروبية من حلف الناتو لحوالي 7000 جندي متواجدين في أفغانستان.