في بداية الموسم الماضي عانى الفريق العريق الألماني بايرن ميونخ من تذبذب في نتائجه، وهبوط مستواه وابتعاده عن المراكز الأربعة الأوائل، وهذا الأمر لم نعتد عليه من «البافاري»، وفي بداية شهر نوفمبر قررت الإدارة إقالة مدرب الفريق الأول الكرواتي نيكو كوفاتش بسبب سوء النتائج، وتم تسليم الدفة إلى الألماني هانسي ديتر فليك كمدرب مؤقت ولم يعرفه أحد، ولكنه نجح نجاحاً مبهراً غير متوقع فحول بايرن ميونخ من فريق كان يعاني إلى فريق أصبحت قارة أوروبا بأكملها تعاني منه لأن انتشل الفريق من الضعف إلى القوة وصنع فريقا لا يستهان به وتصدر الدوري، وفاجأ الجميع بتحقيقه ست بطولات في موسم واحد وفي فترة وجيزة. ما فعله فليك خلال فترة القصيرة بتحقيقه السداسية التاريخية متمثلة في بطولة الدوري، والكأس، والسوبر الألماني، ودوري أبطال أوروبا، والسوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية، أمر يستحق الاحترام، وتحوله من مدرب طوارئ إلى بطل كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ البايرن، حيث أثبت جدارته واستحقاقه في قيادة «الحمر»، وأعلنت الإدارة تمديد عقده حتى العام 2023م. فبايرن يمتلك فريقاً أثار الرعب في المنافسين لأنه يصول ويجول به في مختلف ملاعب القارة العجوز يفعل ما يريده بقيادة فليك، وخاض هانسي حتى هذه اللحظة 76 مباراة فاز في 64، وتعادل في 6 مباريات، وخسر مثلها، ووصلت نسبة فوز «البافاري» مع الداهية إلى 84.21 %، وهذه نسبة مرعبة للمنافسين مقارنة مع المدرب السابق نيكو كوفاتيش الذي أخفى هيبة البايرن، إذ وصلت نسبة فوزه إلى 50 %، ولا يوجد مدرب فعل مثل ما فعله هانسي خلال فترة قصيرة. ففليك قبل أن يكتسب هذه الشهرة كان يعمل بمجال التخطيط وتحلل بيانات المباراة بشكل دقيق، ولم يكن التدريب ضمن أولوياته، بالرغم من أنه عمل كمساعد للمدرب الألماني يواخيم لوف في كأس العالم 2014م الذي فاز به المنتخب الألماني على نظيرة الأرجنتيني، إلا أنه لا يمتلك الخبرة الكافية في مجال التدريب، ولكن بعد أن تم تعيينه مدرباً لبايرن أصبح الآن ضمن أفضل المدربين في العالم، ويعتبر سادس مدرب ألماني يفوز ب»ذات الأذنان» بعد كل من أودو لاتيك، وديتمار كرامر، وأوتمار هيتزفيلد، ويوب هاينكس، ويورجن كلوب، وأخيراً الداهية هانسي فليك. محمد المفدى