فقدت القصة القصيرة والفن السردي عموماً إحدى أهم قاماته وتجاربه المهمة؛ التي اجترحت عوالم الكتابة القصصية باكراً؛ وشكلت حضوراً لافتاً ومميزاً. عبدالله باخشوين؛ القاص الخصب وصاحب الصوت القصصي المتفرد وأحد رموز القصة التي سطعت في مرحلة السبعينات والثمانينات الميلادية. رحيل باخشوين أحدث دويّاً كبيراً في وسائل التواصل، وتخضبت الردود المتألمة بلوعة الفقد؛ فقد كان الفقيد من الأسماء الثقافية الفاعلة والتي تحظى بمحبة وتقدير كبيرين. فقدت الساحة أحد الأدباء الذين قدموا لثقافة وطنهم الكثير والكثير من الإنتاج الأدبي الذي سيخلد أسماءهم في سماء الثقافة بأحرف من نور. وقد أحدث باخشوين - رحمه الله - منعطفات فنية وعمقاً في الرؤية في مجال القصة وسيظل باخشوين حاضراً بيننا فيما قدمه من إرث أدبي. ويقول الدكتور عالي القرشي عن الراحل الأستاذ عبدالله باخشوين: أولاً أعزي نفسي والوسط الثقافي في وفاة المغفور له بإذن الله القاص عبدالله باخشوين - رحمه الله -، وكما يعرف الجميع فالأستاذ عبدالله باخشوين كان بارعاً في الفن القصصي وله فيه اليد الطولى، إذ إنه يكتب القصة الطويلة والقصيرة بنمط مختلف وضح فيه كثافة التعبير والتناسق والسرد، وكان - رحمه الله - مدرسة في هذا الفن، وقد كانت لي وقفه مع إحدى قصصه وهي قصة (يقظة مبكرة) وقفت عليها وقفة أحسبها تليق بمكانها في تلك الفترة، رحمه الله وعزائي لأهله وذويه ولنا جميعاً. أما القاص والروائي خالد اليوسف فقد بدا تأثره برحيل باخشوين وقد أبّنه في تغريدة قائلاً: غفر الله لأخي عبدالله باخشوين ورحمه وأدخله فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان والأجر العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون.. من علامات كتّاب القصة القصيرة في المملكة، والوطن العربي، ومن مثقفيها الكبار، رحمة الله عليه. من جهته، قال الروائي والقاص د. حسن النعمي: يرحل المبدعون فتنطفئ لحظات الفرح. لقاءات ثقافية جمعتنا بالراحل، وفي كل مرة كان حضوره بالغ التأثير فيمن حوله بإبداعه وإنسانيته. رحم الله مبدعنا عبدالله باخشوين. وأسكنه فسيح جناته. أما الكاتب عبدالله الذبياني فقد علّق بألم وكلمات مقتضبة قائلاً: عبدالله باخشوين: موت جبل، رحيل جيل. والفقيد من مواليد محافظة الطائف في منطقة مكةالمكرمة عام 1372ه/ 1952م. وكان قد أنهى مراحل تعليمه الأولية في الطائف. وهو قاص، روائي، كاتب، إعلامي، نشر كثيرًا من كتاباته في الصحافة المحلية والعربية. صدر له: الحفلة - قصص - 1405ه/ 1985م. - النغري - قصص - 1419ه/ 1998م. - لا شأن لي بي - قصص – 1433ه/ 2012م. - سلطان سلطانه - رواية - 2013م. عبدالله باخشوين د. حسن النعمي د. عالي القرشي خالد اليوسف عبدالله الذبياني