اليوم سواء تم تسريح أي شخص من العمل أو إجباره على التقاعد المبكر، فإن فقدان الوظيفة هو إحدى أكثر التجارب المؤلمة في الحياة، بصرف النظر عن المعاناة المالية الواضحة التي يمكن أن يسببها، حيث يؤدي الضغط الناجم عن فقدان الوظيفة أيضًا إلى مشكلات عديدة في المزاج والعلاقات والصحة النفسية والعاطفية بشكل عام. اليوم في الغالب ما تكون الوظيفة أكثر من مجرد طريقة لكسب العيش، حيث إنها تؤثر في الطريقة التي نرى بها أنفسنا، وكذلك الطريقة التي يرانا بها الآخرون. حتى لو لم نكن نحب الوظيف أو غير مرتاحين منها، فهي من المحتمل أنها توفر لنا منفذًا اجتماعيًا وتعطينا هدفًا ومعنى لحياتنا.. وعندما نجد أنفسنا فجأة خارج العمل فإننا من دون شك نشعر بالأذى أو الغضب أو الاكتئاب ونحزن على ما فقدناه، وتنتابنا مشاعر القلق بشأن ما يخبئه المستقبل لنا. اليوم ملايين الأشخاص حول العالم فقدوا وظائفهم أو مصادر دخلهم أو تم منحهم إجازات مفتوحة نتيجة لوباء "كوفيد - 19"، نتيجة عدم اليقين والطبيعة الواسعة لانتشار الوباء وغير المسبوقة.. ولكن ليس أمامنا غير القبول بالواقع والتسليم به كمرحلة أولى وإلا قد نضطر إلى الدخول في المزيد من الخسائر النفسية والمالية والاجتماعية على المستوى الشخصي والعائلي. اليوم نحن أمام سلسلة من الضغوط الحياتية يفضل أن نتعامل معها بواقعية فلا مانع أن نحزن على ترك الوظيفة وآثارها، ولا نكبت مشاعرنا، ولكن يجب أن نفكر قليلا في الحد من المزيد من الخسائر وأن نكبت مشاعرنا السلبية، ونضع أمامها المشاعر أو الأفكار الإيجابية وأن نبتعد عن لوم الآخرين وأنفسنا، ونركز على خلق المزيد من الأهداف الصغيرة القابلة للتنفيذ ونعزز علاقاتنا الاجتماعية لنبقى أقوياء ونبتعد عن العزلة ونطلب من الآخرين الدعم النفسي والفكري والاجتماعي، وبالذات من الأسرة وأن نتشارك معهم في خلق حالة من الحوار الإيجابي والمزيد من الأفكار غير التقليدية للخروج من الأزمة مهما كانت النسبة، وألا ندخل الأطفال في المزيد من التفاصيل التي ترهقهم نفسيا. اليوم يفضل عند فقد وظائفنا أن نبدأ بممارسة الأنشطة التي أجلناها بسبب انشغالنا بالوظيفة، ونعيد ترتيب أوراق خبراتنا ونعرضها على الآخرين لنبحث عن فرص أخرى، وأن نبحث عن الأعمال التطوعية حتى لا نفقد مهاراتنا ولدعم السيرة الذاتية، وأن نعرف بأنفسنا وبمهاراتنا وبخبراتنا عبر مواقع التواصل لتقديم أنفسنا للآخرين.. بالإضافة إلى ممارسة المزيد من الرياضات والتمارين التي تخفف التوتر وتبعدنا عن الأفكار السلبية، وأن نقوم بتصميم ميزانية ترشيدية بمشاركة أفراد الأسرة، ونحاول الدخول في دورات تطويرية قصيرة في مجال تخصصنا ربما حالت الوظيفة آنذاك عن الدخول فيها، ومحاولة زيادة الأنشطة الترفيهية داخل وخارج البيت مع الأسرة، وخذ الكفاية من النوم والأكل الصحي.