الرباط والجهاد عز الإسلام وذروة سنامه، وبهما تحمى وتحفظ العقيدة والديار والأعراض بفضل الله ونصره وتمكينه. وقد رأيت وسمعت وجالست كثيراً من هؤلاء الأبطال على حدود بلادنا، الذين يدافعون عن دينهم ومقدساتهم ووطنهم بإخلاص وعزيمة ضد الحوثيين المجرمين البغاة الإرهابيين. وإن لهؤلاء الأبطال سواء في وزارة الدفاع أو الحرس الوطني أو الداخلية وغيرهم، أوجه لهم وصايا وبشارات ولهم علينا حقوق؛ أوصيكم بوصية الله للأولين والآخرين (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)، وأوصيكم بإخلاص العمل لله واحتساب الأجر منه والاستقامة على طاعته، فهو أصل الفلاح وطريق القبول ومنتهى النصر، وأوصيكم بأداء الأمانة من سلاح وعهد ومعلومات وأخبار، والحذر من كل شائعة؛ لأجل دينكم ووطنكم وغلبة عدوكم، عملاً بقول الله جل جلاله: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)، وأبشركم بأجر الرباط، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: "رباط يومٍ وليلةٍ خيرٌ من صيام شهرٍ وقيامه، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان" وأبشركم بأجور كل من ورائكم في هذا البلد الطاهر الذي يعيش الأمن بفضل الله ثم بتسخيره لكم لحماية الثغور وردع العدو، وأبشركم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي بإسناد صحيح: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". ولهؤلاء الأبطال حقوق عظيمة؛ فالهجوا لهم بالدعاء بأن ينصرهم الله ويسددهم ويثبتهم ويعظم أجرهم وينصرهم ويحفظهم في دينهم وأنفسهم وأموالهم وأن يخلف عليهم في أهلهم بخير. رأينا فيكم أيها الأبطال العزيمة والهمم العالية، ورأينا فيكم الصبر والثبات، ورأينا فيكم القوة والإتقان، رأينا فيكم الوجوه المشرقة والنفوس الطيبة، وهو توفيق من الله وفضل يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. سينتهي الأمر ويأتي النصر، ويخسر العدو ويرجع بالخيبة بقوة الله القوي العزيز، وسطر وسيسطر التاريخ قصصاً من البطولات وسيكتب بمداد الذهب أسماء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.