ذكرت نائبة المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية جالينا بورتر أن الولاياتالمتحدة وضعت خطة للسلام وقدّمتها لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ودعته لاغتنام هذه الفرصة والجلوس إلى طاولة المفاوضات. بينت بورتر رداً على سؤال ال"الرياض" أن الإدارة طرحت خطة سلام تعتمد على تنسيق إقليمي وإشراك للحلفاء لإرساء الاستقرار في اليمن وأن على الحوثيين القبول بالخطة والانخراط في المفاوضات ووقف إطلاق النار. وجدّدت بورتر إدانة الخارجية الأميركية لسلوك الحوثيين الخطير والمهدد لحياة المدنيين مشيرة إلى قلق بلادها العميق من رفض الحوثيين لوقف إطلاق النار. وقالت: "المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي لينديركينغ سيدعم جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث لوقف الحرب في اليمن". بلومبيرغ: المملكة أمل اليمنيين الوحيد لتجنب المآسي الكارثية وأكدت في مؤتمر صحفي أن تصرفات الحوثيين لا تشير إلى رغبة حقيقية بعقد السلام إلا أن واشنطن ستستمر بإرسال دعوتها الروتينية للحوثيين للسلام. ونشرت صحيفة بلومبيرغ الأميركية الثلاثاء مقالاً اعتبر عهد جو بايدن كاشفاً للحقائق حول الحرب في اليمن والمسؤول عنها، فبعد سنوات من تصديق الحرب الموجهة لتشويه صورة المملكة العربية السعودية والتقارب بين المملكة والولاياتالمتحدة وكأنه سبب تصاعد المشكلات في اليمن، اصطدمت طروحات بايدن الدبلوماسية مع الحوثيين بتعنّت وإجرام حوثي كشف للمنتقدين للمملكة مسؤولية الحوثي المباشرة عن الحرب ومأساة اليمنيين. وجاء في المقال: "تم تصوير الحرب في اليمن وكأنها نتيجة لدعم ترمب للرياض، وبالفعل استفاد الديموقراطيون سياسياً من هذه الذريعة وهاجموا بها ترمب، وعندما أصبح الحزب الديموقراطي في البيت الأبيض اصطدم الرئيس ومبعوثه لينديركينغ بالواقع الصارخ في اليمن والذي لن يتوقف حتى لو خرجت المملكة الآن من هذه الحرب". وأشار المقال إلى أن المملكة أرادت لعدة سنوات أن تنهي هذه الحرب لما فيه صالح اليمن واليمنيين، وأظهرت مراراً رغبة جدية بالسلام، إلا أن الحوثيين لم يبدوا أي بادرة جدية بالتوقف عن التصعيد وعلى الأقل وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود اليمنية - السعودية. وأكدّت الصحيفة وجود مصلحة مبادرة سعودية دائمة لوقف الحرب وإرساء الاستقرار في اليمن إلا أن الميليشيا هي من تحاول أن تستهدف المملكة، وأن من حق المملكة على الأقل أن تضمن عدم مهاجمة الحوثي لأراضيها. وعبّر كاتب المقال عن "تشاؤمه" بقدرة إدارة بايدن التوصّل لحل في اليمن قائلاً: "من الناحية النظرية من السهل أن نقول إننا سنقنع الحوثي بوقف التصعيد عبر إغرائه ببعض المكاسب السياسية، ولكن في الواقع لا أحد تمكّن منذ بداية الحرب من إقناع الحوثيين بالقبول بصفقة سلام". مضيفاً: "الحوثيون ليسوا متعصّبين لأقصى الحدود وحسب وهذا ما تعبّر عنه صرخاتهم المجنونة الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، بل هم أيضاً منقسمون داخلياً أيضاً بشدة فكان من الواضح عدم اتفاق ممثلي الحوثيين في محادثات السلام السابقة على وجهة نظر واحدة". وأشار المقال إلى الدور الإيراني في تصعيد الحرب، فعلى الرغم من تصريحات إيران باهتمامها بوقف الحرب، لا يخفى على أحد سعادة إيران باستمرار الحرب حيث تستمر بإمداد الحوثيين بالسلاح بينما تتحدث بتقوى عن الأزمة الإنسانية في اليمن. ورأت بلومبيرغ أن إدارة بايدن التي تستخدم مع الحوثيين سياسية "العصا والجزرة" لم تأت بطريقة جديدة من نوعها لإنهاء الحرب، فبعد أن أعادت واشنطن المساعدات الإنسانية إلى صنعاء، عادت وعاقبة زعماء الحوثيين وبدأت ليندير كينغ بالتشكيك برغبة الحوثيين بالسلام وهذا حدث في السابق ولم ينفع في إجبار الحوثيين على الالتزام بالسلام. ولم يبرئ مقال "بلومبيرغ" المملكة من الأزمة الإنسانية في اليمن وحسب، بل اعتبر المملكة وحلفاءها "آخر أمل" لليمنيين لمنع الحوثي من إحداث كارثة إنسانية جديدة في مأرب التي يهاجمها الحوثي غير آبه بمحنة مئات الآلاف من اللاجئين اليمنيين الذين يعيش كثير منهم في الخيام حول مأرب التي يهاجمها الحوثي من دون أي اعتبار لحياة الأبرياء.