نركز دائماً على الأندية الكبيرة جماهيريا وإعلاميا لأنها حديث المجالس بل وحديث الإعلام وتحت الضغط الجماهيري، الأهلي والنصر فريقان كبيران لا شك في ذلك ولا ريب، لكل منهما بطولاته وجماهيره ورجالاته. إنهما فريقان يتشابهان كثيرا حتى في مشكلاتهما الإدارية والفنية وحتى المالية، وأعتقد أن خططهما الإدارية بعيدة المدى قد تكون ضعيفة للغاية إذا لم تكن موجودة أصلاً. إذا نظرنا لحال النصر مع البطولات من عهد الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله تعالى- وجدناه ينافس وبقوة في موسم أو موسمين ثم يختفي سنوات ثم يعود للمنافسة ثم يختفي مواسما، وللأسف هذه ليست من صفات الأندية الكبيرة ولكن وهب الله للنصر إعلاما مشاكساً وقوياً ومتنوعاً لا يكل ولا يمل. من جميل حظ نادي النصر أنه مجاور لنادي الهلال الذي هو منافس مستمر على البطولات المحلية والخارجية، وأخذ من الصيت والسمعة والشهرة الشي الكثير محليا وخليجيا وعربيا وآسيويا وأخذ صيتا أيضا بين الأندية العالمية بعد حصوله على رابع العالم الأخيرة، ومثل ما قيل «من جاور السعيد يسعد» «ومن جاور صاحب الهيبة يأخذ من هيبته» ويجعل له صيتا وسمعة خاصة إذا كان له إعلام ذكي جعل من النصر فريقا منافسا للهلال صاحب الصولات والجولات بل جعلوا من النصر كبير الرياض وزعيم الأندية وكأنه يتساوى مع الهلال فعلا في البطولات والمنصات والشهرة الخارجية والإنجازات القارية فلا شك أن الفرق شاسع للغاية وهذا لا يعيب النصر بل ذكاء من إعلامه حيث جعلوا الجماهير النصراوية تشعر فعلا أن ناديهم منافس قوي. وإذا رجعنا للعشر مواسم الماضية نجد النصر بطلاً في موسم، وفي مراكز الوسط مواسم كثيرة. والدليل أن بطل دوري 2019 ووصيف 2020 نجده في هذا الموسم يتأرجح بين المراكز العشرة الأخيرة بناء على خسائر الأندية ومكاسبها في مؤخرة الترتيب رغم القيمة الشرائية والمشروع المستقبلي. النادي الأهلي لا يفرق كثيراً عن النصر فهو لا يمكث في المنافسة أكثر من موسمين ثم يعود لأندية الوسط سنوات إلا أن الأهلي يفتقد الإعلام القوي الذي يملكه نادي النصر، كما أن الأهلي قد تأثر كثيرا بغياب نادي الاتحاد عن المنافسة لعدة مواسم بعد ما كان العميد مكتسحاً للبطولات المحلية والقارية جنبا لجنب مع الهلال.. فسبب ذلك الغياب انخفاضا قويا في منافسة دربي أندية الغربية مما أفقدها تسليط الضوء الإعلامي المرئي والمكتوب. يتشابه النصر والأهلي أيضًا في قلة البطولات الخارجية، فنادي النصر لم يحقق أي بطولة عربية ولم يحقق أي نسخة من بطولة دوري أبطال آسيا، والنادي الأهلي ما زالت جماهيره متعطشة للبطولات الآسيوية التي لم يحققها أبداً. الأهلي يقدم مستويات متأرجحة