أسدل الستار على موسمنا الرياضي بخير ختام، وتشريف من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي تكرم علينا برعاية المباراة الختامية رغم مصابه الجلل بفقد شقيقته، وتكبده عناء السفر من جدة الى الرياض والعودة في نفس اليوم، إلا أن حضوره المباراة الختامية للموسم بمثابة تكريم وتشريف لكل الرياضيين ومحل تقدير وعرفان من الشعب السعودي الذي يعيش على قلب رجل واحد مع قيادته الرشيدة، ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الوحدة والأمن والأمان تحت قيادة الملك سلمان قائد الحزم والعزم، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان. وكان ختام الموسم الكروي منصفاً بدرجة كبيرة حيث ذهبت البطولات إلى مستحقيها، بعد ان شاهدنا تنوع الأبطال وكان البطل الثالث هو الهلال بعد ان حقق النصر لقب الدوري، بينما حصد الاهلي لقب كأس ولي العهد. الهلال أطل علينا من جديد في نهاية الموسم بطلة بهية، ورفض أن يخرج من مولد البطولات بلا حمص، بعدما تعرض لمطبات إدارية وفنية على مدار الموسم. الهلال الذي تعود أن يدور في فلك البطولات، وأن لا يغيب عن سمائها حتى وهو في أضعف حالاته وعوض جماهيره، التي تستحق منه الكثير والتي تعتبر المحرك الأساسي للكتيبة الزرقاء، بأغلى الألقاب كأس الملك سلمان التي تعد البطولة الاولى باسم مقام خادم الحرمين الشريفين. هل هلال الهلال وظهر وبان مع نهاية الموسم، وهو أمر لم تعتد عليه جماهير الزعيم التي تعودت ان ترى فريقها يضرب بلا هوادة من بداية السباق حتى نهايته، إلا أن الوضع اختلف في المواسم الأخيرة وكان على غير ما يرام، لكن وفي ظل هذه الظروف السيئة التي مر بها والغياب عن البطولات، إلا أنه عاد والعود أحمد وجاءت العودة بحجم الغياب بتحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين ليرد اعتباره أمام المنافس التقليدي النصر. كان الهلال في أمس الحاجة لهذه البطولة بالرغم من تواجده هذا الموسم في نهائي كأس ولي العهد، وتحقيقه المركز الثالث في الدوري والتأهل الى دور الثمانية بدوري أبطال آسيا، إلا أن طموح جمهوره لا يرضيه التواجد والمشاركة فقط، فهم لا يقبلون بغير الذهب ويعتبرون المركز الثاني فشلا ذريعا، وكان التتويج بكأس الملك بمثابة طوَّق النجاة من سوط الجماهير للإدارة واللاعبين، وفتح صفحة جديدة مع إدارة الأمير نواف بن سعد، فأغلبية الجماهير مجمعة على أن الهلال سيعود لحصد البطولات في ظل رئاسته؛ لما يملكه من حنكة وخبرة إدارية اكتسبها من العمل لسنوات طويلة في الهلال وتعتبره رجل المرحلة. مبروك للهلال وجماهيره هذه البطوله التي تضاف إلى سجلهم البطولي المشرف والمرصع ب55 بطولة كأكثر الأندية التي تحقق هذا الكم الكبير من البطولات، سواء على المستوى المحلي أو القاري، فمن حقهم أن يفخروا بزعيمهم الكبير والذي لن يقف او يتوقف عند بطولة معينة، فهو يسير ويحصد البطولات، ويترك للمنافسين المتابعة والاستمتاع برؤية الهلال شامخا في كل المناسبات. انتهى موسم كل الأندية السعودية بكل ما فيه، وباح كل فريق بما في جعبته، لكن الشيء الأجمل هذا الموسم والذي أثلج صدري هو عدم تكويش فريق واحد على بطولات الموسم، فتنوع الأبطال أكبر دليل على قوة المنافسة في البطولات السعودية. الهلال أنهى الموسم بشكل جيد، وعليه أن يستفيد من هذه النهاية السعيدة لتكون له دفعة معنوية قوية في بداية الموسم المقبل بعد شهرين من الآن، عندما يستهل الموسم الجديد من خلال خوض الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا، فهو مطالب بلقب البطولة ولا شيء غيره، فهذه البطولة المستعصية على الهلال أرى أنه حان الوقت لترويضها، وسيكون الأمر سهلاً لو استفاد الهلاليون من كل دروس السنوات العشر الماضية. ختاما، يصمت الشخص ويعجز القلم عن وصف هذا الزعيم، فعودة الهلال إلى الذهب ليست بغريبة والغريب هو العكس.