أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الروسية عن استضافتها لمؤتمر يبحث السلام في أفغانستان يوم 18 مارس، وذلك بعد أن وصلت محادثات السلام التي رعتها الدوحة إلى طريق مسدود في الآونة الأخيرة حيث لم يتمكن الطرفان من تنسيق جدول أعمال المرحلة المقبلة. ودعت موسكو إلى المؤتمر سياسيين أفغان، بمن فيهم الرئيس أشرف غاني ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبدالله عبدالله بالاضافة إلى ممثلين عن الصينوالولاياتالمتحدة. ويهدف الاجتماع إلى بث الحياة في مفاوضات السلام حول أفغانستان والتي ازدادت تعقيداً بعد إعلان إدارة جو بايدن عن رغبتها في إبقاء القوات الأميركية في أفغانستان وعدم الالتزام ببنود اتفاق السلام الذي أبرمه وزير الخارجية السابق مايك بومبيو. وكانت شبكة "بي بي سي" البريطانية قد سرّبت مؤخراً مسودة اتفاق السلام المقترحة من المبعوث الأميركي، زلماي خليل زاد لمباحثات السلام بشأن أفغانستان والتي أثارت عاصفة سياسية بين الولاياتالمتحدة والحكومة الأفغانية وطالبان. وهاجم عمرالله صالح، نائب الرئيس الأفغاني ما اعتبره "إملاءات من الولاياتالمتحدة"، معرباً عن امتناع حكومته عن إجراء أي محادثات سلام تتضمن شروطاً اميركية متسلطة. مضيفاً "بإمكان الولاياتالمتحدة اتّخاذ القرارات بشأن قواتها وليس شعب أفغانستان ومصيره". وكتب وزير الخارجية أنتوني بلينكن رداً على نائب الرئيس الأفغاني أن الولاياتالمتحدة لم تكن تنوي "املاء شروط" على الحكومة الأفغانية وطالبان بل ترغب برؤية عملية السلام تتحرّك بشكل عاجل. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إنهم مازالوا يدرسون مسودة الاتفاق، مشدداً على ضرورة التزام الولاياتالمتحدة بشروط الصفقة التي وقعّتها ادارة دونالد ترمب ووعدت بموجبها بسحب القوات من أفغانستان. ووصف حامد كرزاي، الرئيس الأفغاني السابق، خطة المبعوث الاميركي لمحادثات السلام في أفغانستان ب"الحالمة" حيث تملي على طالبان والحكومة الأفغانية شروطاً تتضمن وقف إطلاق النار وتقاسم السلطة وإشراك النساء في الحكم. وقال كرزاي "خطة تقاسم السلطة التي تقترحها أميركا ليست أكثر من اقتراح شخص يجلس خلف مكتبه البعيد ويحلم" مضيفاً "قرارات صعبة وتضحيات كثيرة تنتظرنا". وتتضمن خطة الولاياتالمتحدة في صفحتها الأولى شرطاً بإشراك النساء في أفغانستان في اتخاذ القرار السياسي الأمر الذي قال عنه كرزاي "ليس أكثر من شعارات". مضيفاً "الكلمات والشعارات من الخارج لا تكفي ولا تحقق شئ، والنساء هن الوحيدات القادرات على تغيير مستقبلهن ودورهن السياسي في أفغانستان والصعوبات لا تزال كبير أمامهن سواء كانت طالبان في السلطة أم لا".