بداية لا بد من الإشادة بشخص رئيس الهلال الشاب فهد بن نافل الذي كان بالفعل إضافة كبيرة للرياضة السعودية بهدوئه واتزانه ومثاليته وروحه الرياضية العالية وبعده عن المشاحنات وكل ما يكرس التعصب وثقافة الكراهية بين أبناء المجتمع وأكمل مسيرة أسلافه الذين اعتادوا قيادة مدرجه إلى المثالية واحترام المنافسين بجانب أن ابن نافل وفي أول موسم له مع الهلال قاده إلى أكبر إنجاز في تاريخ النادي بتحقيقه الثلاثية كأس الملك سلمان ودوري كأس الأمير محمد بن سلمان وكأس آسيا ورابع العالم، والإنجازان القاري والعالمي تحققا في وقت تعاني فيه الكرة السعودية من شح وغياب طويل عن الإنجازات على مستوى الأندية والمنتخبات سواء الأول أو السنية لذا أعاد ابن نافل هيبة الكرة السعودية ونال المنجز الهلالي القاري والعالمي أصداء إعلامية عالمية للوطن غير مسبوقة وتردد اسم المملكة والكرة السعودية في القنوات الفضائية والصحف والمواقع ووكالات الأنباء العالمية. * إذا نتفق على وجود عمل وإيجابيات لفهد بن نافل لكن الزين ليكمل فالمكتسبات لم تستمر وفق ما يحدث للفريق الذي خرج من كأس الملك وخسر السوبر وخسر صدارة الدوري وبدأ يتراجع في المستوى والترتيب ويخسر من فرق أقل منه إمكانيات مع الاحترام لها كالوحدة وأبها أو يتعادل مع أخرى كالباطن والفيصلي مما تسبب في غليان المدرج الأزرق الكبير الذي لم يعتد هذا الإخفاق بصورته الحالية وكانت ردة فعله غاضبة زادت وتضاعفت بعد الخسارة من أبها وسط تخبطات فنية وأخطاء كوارثية وغياب للروح القتالية من قبل بعض اللاعبين وإصابات غريبة. * فهد بن نافل يحسب له شجاعته في سرعة الظهور فضائيا وإعلان تحمل المسؤولية كاملة عما حدث ويحدث للهلال، إذ برر كثيرا وحاول أن يقنع ووعد بالتصحيح لكنه من وجهة نظري الشخصية لم يوفق وربما أعذره لقلة خبرته في المجال الرياضي وأسراره ودهاليزه، لكنه كان يفترض أن يبرر بتبريرات مقنعة ومنطقية ويمارس الشفافية مع جماهير فريقه لا الضبابية في الأجوبة وبدأ من تعابير وجهه وحديثه أنه يعيش تحت الضغط وهذا أمر طبيعي لرئيس كبير الأندية الآسيوية والسعودية، فالكرسي الأزرق ساخن جدا وله ثمن باهض وتضحيات لا حدود لها وجماهير الهلال وصلت لمرحلة من المعرفة والثقافة الرياضية العالية ما يجعل مثل هذه المبررات لا تقنعها وهي ترى الفرق الأخرى تتعاقد مع محترفين جدد فالشباب والأهلي والعين والقادسية وضمك لم يمنعهم عذر ضيق الوقت أو مماطلات اللاعبين والسماسرة والسؤال الأهم لماذا التركيز على لاعب واحد مثل تكسيرا وكأنه يمتلك عصا سحرية والوحيد القادر على إعادة الهلال لسكة الانتصارات، كما أن الكرة الأرضية مليئة باللاعبين شرقها وغربها وشمالها وجنوبها وفي مختلف المراكز أيضا الفريق ومدربه ولاعبوه وقبل ذلك إدارته ليسوا فوق النقد ولو لا النقد الهادف البناء لما تعدلت الأخطاء وحدث التصحيح في المواسم السابقة وطوال تاريخ النادي كما أن هناك تناقض في حديث الرئيس فهو في جانب تهمه الجماهير وفي جانب آخر لا يستمع لآراء المحللين ويضم لهم الجماهير ويقول عن المحللين أنهم يخدمون المنافسين فهل يعقل كلهم يفعلون ذلك وليس هناك محلل فاهم يشخص حال الفريق ويقدم الوصفة الفنية المناسبة وهناك محبون سواء إعلاميين أو نجوما قدامى أو مدربين وطنيين ناصحين ويفترض الاستماع لهم وعدم التعميم بأن كل المحللين ضد الهلال ويخدمون منافسيه. * رئيس الهلال في جزئية السؤال عن اشتراط إدارة الشباب بعدم إشرك الحمدان في مواجهة الفريق لم يجب بأن هذا البند موجود، وأشار إلى أن هناك بنودا سرية وعدم نفيه أو تأكيده يفهمه المشجع البسيط بأن الإجابة بهذا الشكل تعني أن هذا الشرط موجود فعلا وهو شرط عادي ويعمل به بين العديد من الأندية ولا حرج لو أكده ابن نافل الذي يؤخذ عليه دفاعه المستميت عن المدرب لوشيسكو وعدم الاعتراف بأخطائه ومباركة أخطائه وتخبطاته التي لا تتوقف بجانب أنه يقول إن لديه لجنة فنية تقيم عمل المدرب وتختار اللاعبين ولم يكشف من هم أعضاؤها خصوصا وأن الجماهير لا تعرف إلا فهد المفرج وسعود كريري والثنائي إذ لم يتدخلا ويقدما الرؤى الفنية لإصلاح الحال والإخفاق والتعثر يصلان للرقم 12 فمتى سيتدخلان، كان على الرئيس أن يكون قويا وصارما ويعد بتعديل الوضع إذ لم ينصلح الحال فآخر العلاج الكي، والكي هنا يعني إزاحة المدرب جانبا وعمل صدمة نفسية تفيق اللاعبين من سباتهم العميق وأخيرا وبالمختصر المفيد ابن نافل لم يأتِ بجديد وكانت كل إجاباته مكررة وظهر كما فسر الماء بعد الجهد بالماء ومن حسن حظه أنه وجد تعاطفا وحنية من الزميل وليد الفراج الذي تعامل في استضافته وفق مايطلبه الرئيس وليس المشاهدون. ابن نافل مع لوتشيسكو د. فهد بن محمد الشمري