التقزّيم هو التقليل والتهوين والانتقاص بقصدٍ أو بغير قصدٍ لمن له قدر أو مكانة أو هيبة محترمة بين الناس سواء كان إنسانا أو كيانا أو غير ذلك. لا شك أن النصر نادٍ كبير له مكانته وبطولاته وعشاقه وجماهيره فينبغي أن يُقدر هذا الكيان الكبير ويحترم تاريخه ورجالاته. كم أفرح هذا النادي الجماهير الصفراء ببطولات ومنصات حاله كحال الأندية الأربعة الكبار النصر والاتحاد والأهلي والشباب المتقاربة في عدد الجماهير والبطولات والمنصات. لا أُفضل ذكر الهلال من بين الأربعة الكبار لأن ذلك في رأيي يعتبر تقزيما لها وانتقاصا من إنجازاتها للفارق الكبير بينها وبين الهلال في البطولات المحلية والعربية والقارية والفرق الكبير أيضاً في التنظيم المالي والإداري والثقافي والخطة المرسومة طويلة المدى التي جعلت الفريق لا يغادر المنافسة على البطولات المحلية والقارية لعشرات السنين مما جعل بعض الإعلاميين من أصحاب الميول الأخرى يتغنون به ويصفونه بأوصاف جميلة فمنهم من قال "الهلال نادٍ أوروبي يلعب في الدوري السعودي" ومنهم من يقول: "الهلال هو كبير الكبار" ومنهم يقول: "أتابع الهلال لأنه متعة الناظرين" وغيرها من الأوصاف.. صحيح الهلال قد يخسر من فريق أصغر منه لكن هذه الهزيمة لا تهز من مكانته وقدره وهيمنته، وقد يفقد بطولة من أمام فريق أقل منه لكن هذا لا ينتقص من عرشه وملَكِيته وزعامته. ريال مدريد انهزم من أندية مغمورة ولكن يبقى الملكي وكفى!! فالهلال يعترف بزعامته محلياً جميع طوائف المجتمع السعودي وفي آسيا الجميع يعترف بزعامته ويقف له احتراماً. فمقارنة أي فريق سعودي بالهلال قد يبقيه إعلامياً وجماهيرياً لكنه بطريقة أخرى يُعتبر انتقاصا معيبا عندما تأتي لغة الأرقام وتحل المقارنات، فنادي النصر صاحب الخمسة وعشرين بطولة إذا لم يحل بعد الأهلي في عدد البطولات فهو بلا شك بعد نادي الشباب أي أنه من الكبار ومن أركان رئيسة من أركان الكورة السعودية ويعتبر من أكثر الأندية جماهيرية بعد الهلال والاتحاد. في الحقيقة أول من قزم من النصر وجعله في دائرة لم يخرج منها لسنوات هو إعلام النصر ومتصدرو القنوات والصحف. لم نر إعلامياً واحداً يشير إلى سبب خفقان الفريق إذا أخفق وإنما يرمي التهم والشكوك على الحكام واللجان. ولَم يطلع إعلامي ينتقد الإدارة أو الجهاز الفني أو عبث بعض اللاعبين عند فقدان البطولات وإنما يبحثون عن التبرير غير المجدي. مجدوا مقولة العالمية صعبة قوية لسنوات طويلة كان الفريق يخفق فيها حتى اشمأز البعض منهم وقيلت المقولة الشهيرة "ليش الهلال ما يجي الثامن"، أراد الإعلام الأصفر أن يثبت نقاء عالمية النصر من الترشيح والتصويت فأخرج لنا كبيرهم الخرقة الشهيرة مما جعلت الجماهير النصراوية تفقد الثقة في تلك المشاركة وكيفيتها، ومجموعة أخرى تريد أن تثبت أن بطل اللعب النظيف أفضل من صاحب المركز الرابع فبدؤوا ينشرون قراطيسهم وأوراقهم وعناوين الصحف وانشغلوا بها عن تقويم الفريق ليعود للمنافسة، فلما شارك الهلال في بطولة أندية العالم انكسرت شماعة العالمية صعبة قوية وظهرت لنا بطولات دوري المناطق حتى جعلوا للنصر سبع عشرة بطولة دوري. النصر عنده بطولات تلمع ذهب ومن يريد إضافة بطولات مزيفة غير حقيقية كمن يطفئ ذلك اللمعان بذر الرماد عليه، واستمر تقزيم النصر بمقارنته بالهلال وأنه المنافس الوحيد له وفي الحقيقة المنافس الأقرب للهلال هو نادي الاتحاد فهو الأقرب في البطولات الداخلية والخارجية والجماهيرية والتنافسية. ومقارنة النصر بالهلال هو نوع من التخدير للجماهير الصفراء والتلاعب بمشاعرهم والاستخفاف بعقولهم وإشغالهم عن مطالبة رجالات النصر بمساندة الفريق ودعمه. إعلام النصر هو الأقوى صوتا والسائد على القنوات الفضائية ولكن للأسف صوت سلبي بعيد عن الإيجابية. انتقد الكابتن ماجد عبدالله الفريق بمقولته الشهيرة "النصر سيارة جديدة سائقها غشيم" فتم ترميم الفريق وجلب مدرب والحصول على بطولتي الدوري والسوبر، ونقده الأخير جلب للنصر بطولة السوبر. فالأندية تحتاج لإعلام صادق له نقد بناء وتوجيهات نافعة بعيد عن التطبيل والبحث عن المصالح الذاتية. من أفراح النصر (عدسة/ المركز الإعلامي بالنصر)