مدخل هي قصة زمن .. جملة من المراحل المتراكمة تحكي ماضياً كان وحاضراً حدث .. ومستقبلاً ينبئ بما هو آت.. حلم خلق ليولد "زعيما" لأكون صادقا وجدت صعوبة بالغة في الحديث عن الخمسين "الهلالية" .. فلهذه البطولة معان متعددة وحديثها ذو شجون .. وسمو يتجاوز أي سمو أن يتسلم بنو هلال هذا الانجاز من يد كل السمو " سلطان " .. عندما شاهدت دموع الفرح في عينيّ لاعبي الزعيم .. غرقت في بحر من خيال .. تصورت عبدالرحمن بن سعيد يقارن بين ذلك الماضي وما هو حاضر وعلي أي حصان راهن .. تقمصت شخصية "المؤسس " في تلك اللحظات وكأنني أتذكر عبق ذلك الماضي القديم حينما أسس شيئاً من العدم .. رأس ماله إرادة وعقل مستنير تحدى صعوبات ذلك الزمن .. شعرت بأن الهلال كان يخاطب بانيه ويقول .. تذكر الحلم الصَغير ...وجدار من طين وحصير ... الهلال .. الوجه الحضاري الرياضة السعودية قبل نصف قرن كانت في حال فقيرة .. تقوم على أبسط المعايير الرياضية وتعيش على أقل الأقل من الامكانيات .. كانت حياة بائسة مقارنة بما تعيشه اليوم , ولنا أن نرى ما حققته الأندية السعودية في العقدين الأخيرين على المشهد القاري حتى نرى هذا " التزامن " الفكري والحضاري بين ما وصلت إليه البلد وبين ما حققته الأندية .. وفي هذا المجال للهلال حكاية أخرى .. فإن أردت أن تشهد على كل نقلة حضارية شهدتها المملكة وأردت أن تذكر ما هو رياضي منها .. فلا بد وأن تصنف الهلال في الصفوف الأوائل .. لا من حيث نوعية البطولات وتفرده القاري والمحلي أو عددها فحسب .. وإنما ستتذكر حتما ما تحقق من نموذجية في هذا النادي وتميز وأصالة عبر رؤسائه ولاعبيه وجمهوره .. لآلىء خمسون إنها حكاية عصر وقصة مثيرة .. وليست انتقاصاً من أحد كما يحب أن يفسر المتعصبون .. لا والله ليست كذلك وإنما شهادة حق لرجالات هذا النادي من أصحاب سمو وسعادة ورجالات مجتمع أخذوا على عاتقهم عبر السنين بناء هذا النادي الكبير .. شهرزاد : قصص 49 بطولة .. وبطولة تفرد الهلال والزعامة وتلك ال 50 لم تأت لأنه الأكثر تحقيقا للبطولات فحسب .. ولكن فتشوا عن كيفية تحقيق تلك الألقاب الخمسين .. من شاهد منكم يوما رجال الهلال بدءاً برئيسه الأول بن سعيد ومرورا بكافة رؤسائه ورجالاته حتى رئيسه الحالي عبدالرحمن بن مساعد ينتقصون من بطولات الآخرين .. وأن يقللوا من إنجازات الآخرين .. من يستطيع في الهلال أن يجيّر الانجازات لشخوص أو لاعبين معينين .. وما أصبرهم على ما تحمله ناديهم من تجنٍ وانتقاص ومع ذلك كان ديدنهم العمل فالعمل ليكافئوا هلالهم " الصبور " بالذهب وحب جماهيري ليس له نظير .. البناء في الهلال استمر ولازال مستمراً والكل مكمل للآخر .. حتى أصبح هو الرقم الصعب إن تحدثنا عن البطولات أو الاستثمارات أو في المجالات الاجتماعية والثقافية أو في حكايا الذهب .. التي لو حكتها شهرزاد لأمنت القتل ولأصبحت مسمى الرواية الشهيرة ( 49 بطولة .. وبطولة). مالي على الحب " سلطان " لاشك لدي أن كل الأندية تغار من الهلال ليس لأنه حقق الخمسينية فقط منطلقا لخمسينية أخرى .. ولكن لأن البطولة التي يأتى عبرها هذا الرقم الصعب كانت من وجه السعد "سلطان بن عبدالعزيز " وفي أول إطلاله له بين أبنائه الرياضيين بعد عودته الميمونة .. وكأني بالبطولة الهلالية الخمسين تناجي سلطانها شكرا وعرفانا وتتغنى بقصيدة البدر وتقول .. يا سيدي ما لي على الحب سلطان.. من زرع .. حصد كانت أول حكمة تعلمناها في مراحل الدراسة الأولية مقولة " من جد وجد .. ومن زرع حصد " .. وكأني بالهلال هذا الموسم يجني تتويج مازرعه طوال 53 عاماً ماضية ..ومن ثم يحقق بطولته الخمسين ويؤكد في ذات الموسم على "استثنائيته" عندما حقق بطولة الدوري والكأس قبل أن تنطفئ شمعة الدوري .. ألم أقل لكم أن قصص هذا الفريق كلها مثيرة ..! معذور لو صرت بك .. طماع ! هذا لسان حال الهلال .. فديدنه عشق الذهب .. وهوايته جمع البطولات بأشكال وألوان مختلفة .. وكمال يقال لكل شيخ طريقة , أما الهلال فجمع كل الطرق .. وجميعها إن صح القول تختلف بالمضمون وتجتمع على الذهب .. وحتى على المستوى القاري.. إلا أن الطبق الهلالي لا زال ينتظر البطولة القارية ببهاراتها الجديدة .