قبل أسابيع عدة جلست مع أشخاص عدة من الرياضيين، ولما جاء الحديث والنقاش عن نادي الهلال وهمومه وقضاياه لفت نظري وعلق في ذهني كلمتان معبرتان عن رئاسة الهلال، لما وصف أحد الهلاليين المخلصين كرسي رئاسة نادي الهلال بأنه من (لهب)، فرد عليه أحد الرياضيين المخضرمين، لكنه من (ذهب). ومن تلك اللحظة وأنا أفكر في هاتين الكلمتين الواقعيتين، وهذين الوصفين الصادقين والصريحين؛ لأن بالفعل كرسي رئاسة الهلال من لهب إذا حضرت الأخطاء الإدارية، وتكررت الإخفاقات والنكسات، وفي المقابل هو من ذهب إذا أتت الانتصارات وجاءت البطولات.. وهذا ما يميز الهلاليين ويمتازون به؛ إذ إن مقياس النجاح والفشل مختلف بالنسبة لهم باختلاف نظرتهم لناديهم الشامخة وتقديرهم لقيمة ومكانة ناديهم العالية وفارق الطموح لديهم عن غيرهم؛ لذا تجد جمهور الهلال في نهاية كل موسم لا يهتم بالمبالغ المالية التي دُفعت وبُذلت، ولا ينظر إلى العقود الاستثمارية التي وُقّعت، بل دائماً يسأل عن البطولات التي تحققت، وعلى ضوئها يتم تقييم عمل الإدارة أياً كانت!! هذه الثقافة العالية وهذا الوعي الكبير لجمهور الهلال الذي لا ترضيه النتائج العابرة، ولا يكفيه في الموسم بطولة واحدة، يفترض أن يرتقي لها ويعمل من أجلها ويسعى إليها رئيس الهلال القادم، سواء الأستاذ محمد الحميداني أو الأستاذ موسى الموسى اللذان عليهما أن يفهما ويستوعبا أن ثقافة جمهور الهلال باختصار ثقافة صعود للمنصات وتحقيق البطولات والإنجازات.. وبدون الدخول في التفاصيل، فإن كان الحميداني والموسى قادرين على التفاعل والتناغم مع هذه الثقافة الهلالية الفريدة وإلا فلا يحرجا نفسيهما، أو بمعنى أدق وأوضح: عليهما أن يتعظا بمن سبقهما الذي عاش وعايش واقعاً.. وفعلياً ذهب ولهب كرسي رئاسة نادي الهلال!! ثلاثية الهلال وعلاقة الأصفرَين يُعتبر التصريح الشهير (ما صدقينا إلا إنا) هو اللبنة الأولى للتمرد على العلاقة الوهمية والهشة بين الأصفرين، ويُعد الخطوة الأولى لشق عصا التبعية المتبادلة والواضحة بين الأصفرين، التي رفضها الاتحاديون (المستقلون)، واعترض عليها الاتحاديون (الحقيقيون) الذين رفضوا تقزيم نادي الاتحاد، وشجبوا الانتقاص من تاريخ كيان الاتحاد الذي جاء على لسان رئيس نادي النصر الذي قال: «النصر هو الأصفر الكبير، ولا فيه نقاش». فعاد الاتحاديون إلى الماضي القريب، واستذكروا (يد) لاعب النصر حسين هادي التي منحت النصر بطولة كأس الاتحاد في عام (1418 ه) من أمام فريق الاتحاد، بعد أن كانت في طي النسيان عند الاتحاديين بسبب تبعية النصر للاتحاد الذي تذكر البعض من أنصاره والمستقل من إعلامه ما فعله حكم تلك المباراة (النصراوي) محمد السويل الذي علاوة على تجاهله ليد حسين هادي فقد ألغى هدفاً صحيحاً اتحادياً!!.. هذه الصحوة الاتحادية المتأخرة صاحبها الكثير من كشف الحقائق المغيبة التي كانت تطرح همساً، وأصبحت يتحدث عنها علناً من بعض الأطراف الاتحادية بأن فريق الاتحاد (أهدى) العام الماضي نقاط مباراته لفريق النصر حتى يستمر في صدارة الدوري الذي كان ينافسه عليه الهلال. وهنا أسأل رئيس نادي الاتحاد الأستاذ إبراهيم البلوي: إن كان ما يُقال ويُكتب صحيحاً ألا يعد هذا من ضمن (الفساد) الذي كررته ثلاث مرات في تصريحك الأخير عقب خسارة فريقك بثلاثية نصراوية قبل أسبوعين تقريباً، ولاسيما أن (البلوي) كان هو رئيس الاتحاد في تلك المباراة المشبوهة، وذلك الموسم الذي انكشفت فيه كل الأقنعة المزيفة وسقطت فيه كل مبادئ وقيم المنافسة الشريفة؟!.. عموماً، أزعم أن الاتحاديين بعد الثلاثية الهلالية النظيفة والنزيهة أدركوا قيمة منافسة الهلال الراقية والخالية من الشبهات، والبريئة من إهداء المباريات، والمبنية على احترام المنافس والنزاهة في المنافسات، كما أدركها واستوعبها الشبابيون والأهلاويون على الرغم من شدتها وشراستها مع الهلال داخل الملعب وخارجه، ولاسيما بعدما شاهدوا وعايشوا كيف حرمان عشرين عاماً ظهر على حقيقته في عامين من خلال حركات وتصريحات مسيئة ومعيبة، لا تصدر ولا تخرج من منسوبي ولاعبي الأندية الكبيرة والمعتادة على عدالة المنافسة!! نقاط سريعة ** لأنه الهلال وكبير الهلال عاد سريعاً لجادة المستويات الرائعة ونغمة الانتصارات المتواصلة. ** يحسب لإدارة الهلال برئاسة محمد الحميداني هذه الأجواء الهلالية الهادئة التي تخلص بفضلها لاعبو الهلال من الضغوطات السابقة، وواصلوا الانتصارات بدون ضجيج! ** بالفعل أصبح الهلاليون يتفاءلون بحضور ووجود عضو شرف نادي الاتحاد منصور البلوي (الإعلامي) قبل مباريات فريقهم أمام الاتحاد!! ** يبدو أن بعض العاملين في اللجان أصبحوا - وبكل أسف وألم - يقحمون الميول في عملهم، وعلى المكشوف، بدون خجل من العامة أو خوف من المساءلة.. فما قام به عضو لجنة المسابقات (الاتحادي) حمد الصنيع من إجبار فريق الهلال على لعب ثلاث مباريات متفاوتة في القوة والأهمية في أقل من أسبوع وقبل مباراة فريق الاتحاد المرتاح أسبوعاً كاملاً في تصرف تكرر مرات عدة للهلال، وقبل مباريات الاتحاد تحديداً، ما هو إلا صورة وعينة لهؤلاء الأعضاء الذين يعملون بدافع الميول على حساب تحقيق عدالة المنافسة. وقد أضطر يوماً ما لكشف الحقيقة إذا تكررت الحادثة!!